كان في الماضي الرجل له مكانته وهيبتة وقرأنا راويات وسمعنا حكايات عن رجالا صارعوا الاسود وهزموهم شر هزيمة وحكايات عن عنتر ابن شداد وقوتة وعن سي السيد وسطوتة علي النساء وعلي زوجتة وكان الرجل له في الزمن الماضي له شكلا ووضعا خاص في طريقة تعاملة مع ابنائة واحترامة بين اصدقائة فكان الاحترام سيد الموقف في كل وقت الي ان جاء هذا الزمان لتصفق النساء ويرقص الرجال فنشاهد علي قنوات اليوتيوب اشباه الرجال يتمايلون باجسادهم كما تتمايل الراقصات والغريب انهم لا يجدوا غرابة فيما يفعلون بل انهم يكونون في اسعد لحظات حياتهم وتجدهم يرسمون عيونهم وينعمون وجوههم بادوات التجميل التي تستخدمها نساؤهم فهؤلاء بعض من رجال هذا العصر
وان اردت ان تدير وجهك عنهم ونظرت يمينا او يسارا فلن تجد الوضع يختلف كثيرا فستجد نساء قوامون علي الرجال في تلك المقهي التي تنجذب اليها عيناك وبمجرد ان تخطوا اليها قدماك وتدخل الي بهوها لتري رجلا يجلس بجوار امراءة تدخن الشيشة وهو يشرب عصير البرتقال ويتحدث اليها بصوتا خافت وبكلمات لا تسمع وكأن لسانة لا يستطيع الكلام ويستأذنها ان يدخل الحمام وهي بطرف اصبعها تسمح له وهو ينهض مسرعا كأنه جاءة الافراج من السجان وعندما تريد ان تري رجال حقيقيون كالسيد عبد الجواد في بين القصرين تسعفك ذاكرتك بزيارة احد اصدقائك بالقرب من هذا المكان فكان لك صديقا من اشجع الشجعان فانت تريد ان تري رجلا بحق ينسيك ما رأيتة من انصاف الرجال فتصعد درجات السلم وتدق جرس الباب ليفتح صديقك ويستقبلك بالترحاب وينادي زوجتة لتسلم عليك ويعرفها بك ويقول لها انة صديق عمري وحضر من صعيد البلاد وسيبات ليلتة عندنا وينشرح صدرك لقدرة صديقك علي امتلاك زمام الامور في بيتة ولكن لم تمضي كثيرا سعدتك فتنادي ربت البيت علي زوجها فينسحب من جوارك مسرعا وتسمع صوت زوجتة من خلف الابواب يصرخ وكأن الزلزال اصاب المنزل او انفجر به بركان ليحضر اليك صديقك بوجه شاحب اللون وبحالا غير الحال ويبلغك انه لا يستطيع ان يستضيفك في منزلة ويحكي لك عدة اسباب وهي بعيدة تمام البعد عن السبب الحقيقي الا وهو ان زوجتة نهرتة وجعلتة يعود كطفلا امامها لا يمتلك من الكلام سوي "حاضر "أو "تؤمري يا مدام"وتنزل مسرعا من بيت صديقك تبحث في الشوارع
عن رجال حتي تسمع صوتا يشدوا من تلفاز المقهي قائلا "أحنا الجيش المصري اعظم رجال "وهنا تبتسم وتقول بصوتا مسموع بالفعل الجيش المصري مصنع الرجال