عندما تحاول أن تنجح وتحقق ذاتك وتخرج من جحر الفشل ؛ عندما يصبح الجميع أعداؤك ؛ فإعلم بأنك ناجح :
فقد أيقنت مؤخراً بأنه يجب علينا أن نبقى مكاننا لعلّنا بهذا نكسب ودّ من حولنا ؛ كأقاربنا وأصدقائنا أو حتى الغرباء الذين سيصبحون أعدائنا عندما ننجح في أي من المجالات ؛ أو على الأقل قد نتحاشى بُغضهم تجاهنا !
كما وأخشى في هذه الحالة أن ينشأ مجتمع فاشل بلا هدف في الحياة ؛ ويسير قُدماً نحو الوراء ؛ وفي نفس الوقت يكون مجتمع يُحبّ كل أفراده بعضهم .. (طبعاً ظاهرياً فقط) .
تماماً كما هو حال مجتمعنا الآن الكُل يسعى لتعطيل تَقدّم الكُل ؛ لنبقى سواسية في الفشل "كأسنان المشط" ؛ والغريب أنك لا تشعر بكل هذا الواقع إلا عندما تحاول أن تُصلح من نفسك ، وترتقي بها نحو الأفضل .
أو على الأقل تحاول أن تستقلّ عن الآخرين بآرائك وقناعاتك ؛ أو حتى لمجرد أنك تخالفهم الرأي .
حينها فقط ستَتكشّر الأنياب من حولك ؛ وتتظافر الجهود لشلّ عزيمتك ؛ وتتّحد الفلسفات لتحطيم إرادتك .
ولكني من جهةٍ ما أخرى ؛ تجِدني غالباً ألتمس لهم العذر فيما يفعلوا رغم قسوته ، لأنك ببساطة ستصبح حينها غريباً عنهم ، وأفكارك لا تُشبههم ؛ وطموحاتك لا تتواكب مع رُكودهم ؛ بل من الجائز أن تتعارض مع مصالحهم ؛ ولأنك ستصبح العين التي تنتقد حماقاتهم ؛ واللسان الذي سَيرد على إهاناتهم ؛ بل وستكون المجهر الذي سيكشف بالبرهان عجزهم ؛ ذاك الذي طالما أرادوا أن يظهروه لنا على شكل واقعيةٍ أو نضوج في التفكير ؛ وبأن كل طموحاتنا ليست سِوى مجرّد أوهام .
حتى ينتهي بك المطاف مُستهدفاً من أقرب الناس إليك ؛ وستشعر تجاهك بكمّ الحقد والحسد الذي لم تتوقعه يوماً منهم ، ومن دون أدنى ذنبٍ منك ؛ وستواجه عدد خُصومٍ لا تراهم بل فقط تتأذّى من لدغاتهم المسمومة الخفيّة ؛ كما ولن تتخيّل كم هو هائل عدد أولئك المُبدعون المُتفانون في تقصيف أجنحتك ؛ وسيكون كل هذا فقط لأنك قرّرت أن تُطوّر من ذاتك ؛ وتحسّن من سلوكك أو على الأقل أن تعترف بعاهاتك التي غالباً هم من صَنعها .
قليلون من يساعدونك علي النجاح ؛ ولكن هناك الكثير من يعمل علي إنجاح الفشل وصُنع أدواته