الإنسان كتلة من المشاعر والعواطف والأحاسيس يتعرض للانفعال وتعصف عليه الازمات وتضغطه مشاكل الحياة وعلاقته الاجتماعية هي الملجأ والملاذ الذى يساعده على امتصاص الصدمات وتقبل ضغوط الحياة التى يتعرض لها فاذا افتقد المحبة والودّ واصطدم بالجفاء والجرح والنكران فإن ذلك سيضاعف عليه العناء ويملأ حياته بالألم والشقاء ان مراعاة مشاعر الاخرين وعدم جرح مشاعرهم والإحساس بهم شئ جميل وجرح المشاعر بقصد او بدون قصد شئ مخزي ومؤلم فإياك والرقص فوق جراح الاخرين واعلم انك حين ترقص فوق جراحهم فانها تزيد وتزيد ولكنك بجهلك تقتلهم لان جراحهم للأسف لا تحتمل المزيد فاكثر الناس حقارة هوالذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده إن مراعاة مشاعر الناس وأحاسيسهم يزيد في الود ويؤلف بين القلوب فالإنسان حساس بطبيعته يراعي مشاعر وأحاسيس من حوله فهو يملك الإحساس الممتزج بالعطف والود وهو صاحب قلبِ حيّ نابض وينعكس ذلك كله على سلوكه وتصرفاته. فإذا تجرد من طبيعته فقد إنسانيته إن صاحب الإحساس والتأثر يراعي مشاعر إلاخرين ويحترمها، ويحذر أن يمسها بسوءفالكلمة السيئة تجرح المشاعر وتمزق العواطف
فأين هذا مما نحن فيه من تعمَّد إيذاء الناس، وجرح مشاعرهم؟
هناك اناس قلوبهم أقسى من الحجارة يتعمدون تجريح الآخرين والتهجم عليهم بأقسى الكلمات فجرح المشاعر موجع جداً لأن المشاعر هى المكون الإنسانى فمن السهل جداً جرح مشاعر الآخرين ولكن من الصعب عليك مدوات تلك الجراح وأكثر ألم نتعرض إليه هو الجرح من أقرب الناس إلى قلبوبنا فتنكسر فينا الثقه فيمن حولنا فنبكي ونتوجع ونتحسر فحجم الألم كبير والجرح الذي صرخت منه قلوبنا اننا فتحنا أعيننا على واقع لا نريده وهو أن نخسر أناس لم يكن فى حسابنا يوما خسرانهم فيتسلل الحزن ليقتل كل نبضه حياه بقلوبنا جرح المشاعر يأتي كالطعنة في القلب من يعيش بعد صدمته في أقرب الاشخاص لديه يعيش فقط بالجسد
مشاعر الاخرين ليست لعبة
لذا عليك ان تعرف جيدا اهمية ان لا تقوم بجرح مشاعر غيرك وان تعمل علي مراعاة مشاعرة وان لا تقوم بأذاءه حيث ان ذلك قد يتسبب في جرح يتعايش معه طوال عمره
فيعاني الشخص المجروح آلاماً نفسية وشعوراً سلبياً وإحباطاً في حياته ولذلك سميت الكلمات الجارحة جارحة لأنها تسبب جروحاً حقيقية فالعصا والحجارة يمكن أن تكسر العظام في حين أن الكلمات تكسر النفوس فقد جرم القانون الاعتداء البدنى واعطى حصانه للجسم من الاعتداء عليه فالبعض يحسب ألف حساب قبل أن تمتد يده لخدش جسم إنسان آخر ولكنه قد لا يتردد كثيراً في جرح مشاعر الآخرين وإيذاء أحاسيسهم وعواطفهم إن جراحات الجسم تظهر أثرها فوراً بشكل واضح لكن جراح المشاعر تكون في أعماق النفس في قلبه بعيداً عن المشاهدة لذلك هى أشد إيلاماً وأقسى وقعاً ونتائجها أسوأ وأخطر لذلك الطباع القاسية الجارحه يجب تغييرها إلى الطباع الرقيقة الحساسة و الشفافة و الى مشاعر كلها عواطف و احاسيس إنسانية لان الطبع الوحشي لا يناسب الإنسان ويفقده إنسانيته
فكن كما قال الإمام علي : «اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، وأحبّ لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تُحب أن تُظلم، وأحسن كما تُحبّ أن يُحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس ما ترضى لهم منك