سار عشرات الآلاف من الناس في مظاهرات مناهضة لليمين المتطرف والفاشي في جميع أنحاء إيطاليا يوم السبت، مع اشتعال اشتباكات معزولة حيث هددت التوترات بالغليان قبل انتخابات نهاية الأسبوع المقبل. واوضحت وزارة الداخلية ان ايطاليا ارسلت خمسة الاف شرطي من اجل الحفاظ على النظام خلال اكثر من 119 مظاهرة على الصعيد الوطني، بعد اندلاع اعمال عنف خلال احتجاجات مماثلة في مطلع الشهر الجاري.
وذكرت الشرطة ان تجمع حملة فى مركز الاعمال الشمالى فى ميلانو بقيادة ماتيو سالفينى رئيس رابطة مكافحة العصابات المناهضة للهجرة اجتذبت ما بين 15 الف و 20 الف شخص وفقا لما ذكره المنظمون فى الوقت الذى قال فيه المنظمون ان الاقبال كان اقرب من 50 الف شخص. وهذه المجموعة، التى كانت تعرف سابقا باسم الرابطة الشمالية، هى جزء من الائتلاف اليمينى لرئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكونى، الذى تشير استطلاعات الرأى الى انه قبل انتخابات 4 مارس.
وقال سالفيني، الذي يأمل أن يصبح الزعيم القادم للبلاد، للحاضرين بعد التوجه إلى المنصة مع ابنته البالغة من العمر خمس سنوات في ذراعيه "الإيطاليون أولا". وهاجم سياسات الهجرة من ماتيو رينزي، وهو رئيس وزراء يسار الوسط السابق مناقصة للحصول على أعلى وظيفة مرة أخرى، وتعهد بأنه سيعمل من أجل كبار السن والعاطلين عن العمل والشركات الصغيرة.
اندلع العنف لفترة وجيزة في مظاهرة أخرى في ميلانو، عندما تعاملت الشرطة في معدات مكافحة الشغب لفترة وجيزة مع المتظاهرين المناهضين للفاشية الذين يسيرون لمواجهة مسيرة من قبل حركة كاسبوند الفاشية الجديدة. وقد وقعت اشتباكات عديدة بين ناشطين مناهضين للفاشية واليمين المتطرف فى انحاء البلاد خاصة بعد هجوم بدوافع عنصرية يوم 3 فبراير على يد مسلح يمينى يمين فى مدينة ماشيراتا مما اسفر عن اصابة ستة مهاجرين افريقيين. ويأتى العنف وسط مخاوف من عودة الجماعات اليمينية المتطرفة فى الانتخابات، بعد ان تحولت عدة دول اوروبية الى اليمين فى السنوات الاخيرة فى ظل الاضطرابات الاقتصادية والهجرة. وفى روما وحدها تم حشد اكثر من 3 الاف شرطى من اجل المظاهرات، بيد ان المسيرة الاكبر فى العاصمة الايطالية ظلت هادئة، حيث يلوح فى البحر الامطار الباردة والخضراء.
وقال ريتا سولو من اتحاد "سي جي إل" لوكالة فرانس برس "نحن هنا لنقول لا للفاشية، لان هناك الكثير من الحوادث السامة في الوقت الحالي، يجب ان لا يعود". وحضر رئيس الوزراء باولو جنتيلوني وكذلك رينزي لفترة وجيزة المظاهرة، التي نظمتها الرابطة الوطنية من الحزبين الإيطاليين (أنبي)، تحت شعار "الفاشية أبدا مرة أخرى". وألقى المتظاهرون النار على الشرطة في احتجاج آخر في روما، نظمته نقابة يسارية للسكك الحديدية ضد إصلاحات العمل. وفى وقت سابق اليوم فى ميلان، تجمع مئات من النشطاء المناهضين للفاشية، وكثير منهم يحملون اعلام الحزب الشيوعى، فى ساحة للاحتجاج. وقال الناشط المحلي جياني فوساتي "اننا نلاحظ صدمة كبيرة من ان التظاهرات التي قام بها حزبان عنصريان تم تفويضهما في ميلانو".
وكان المناخ متوترا في باليرمو، صقلية قبل مسيرة مسائية من قبل مجموعة فورزا نوفا المتطرفة اليمينية، بعد أن تعرض أحد نشطاء الحزب للضرب من قبل رجال يرتدون أقنعة هناك يوم الثلاثاء. وفي النهاية، تجمع حوالي 000 1 شخص في ساحة باليرمو دون الإبلاغ عن أي عنف. واظهرت نتائج استطلاعات الرأى الاخيرة ان ائتلاف برلسكونى اليمينى الذى يضم حزب فورزا ايطاليا (ايطاليا ايطاليا) والعصبة واخوة ايطاليا المتطرفين يمكن ان ينتهى الى القمة ولكنه فشل فى تحقيق اغلبية برلمانية. وقال دييجو بازانو (30 عاما) وهو عضو في الدوري الذي توجه الى تجمع ميلانو "ان سالفيني يمثل تغييرا في ايطاليا، انها لحظة حاسمة". وقال "نحن الايطاليون لم يعد لهم اي حقوق ولا عمل ولا يمكننا ان نأخذ الاشخاص الذين يأتون من الخارج ثم يرتكبون جرائم واضاف "لم يعد لدينا حرية العيش كما نريد".