انتقادات واسعة النطاق للحكم بالسجن مدى الحياة على ستة صحفيين في تركيا

انتقادات واسعة النطاق للحكم بالسجن مدى الحياة على ستة صحفيين في تركيا

ذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان محكمة تركية حكمت اليوم الجمعة على ستة صحافيين من بينهم اثنان من النخبة البارزين بالسجن مدى الحياة من اجل مساعدة المتآمرين على انقلاب فاشل عام 2016، وهو تحول حاد بعد ان أمرت المحكمة العليا في البلاد احد الرجال صدر.
وقد اتهم محمد ألتان، وهو أستاذ الاقتصاد والصحفي، وشقيقه أحمد، وهو صحفي أيضا، بإعطاء رسائل مشفرة في برنامج حواري تلفزيوني قبل يوم واحد من الانقلاب العسكري الفاشل. وكان نازلي ايليكاك، وهو صحفي معروف آخر، من بين المحكوم عليهم أيضا. وقد نفى كل الستة الاتهامات.
وقد أبرزت القضية القلق العميق إزاء حرية الصحافة في تركيا، وكذلك القلق بشأن استقلال القضاء في ظل الرئيس طيب أردوغان. ومنذ انقلاب اكثر من 50 الف شخص تم سجنهم واغلاق اكثر من 150 الف شخص من وظائفهم. ووجه الحكم انتقادا شديدا من الجماعات الحقوقية والهيئات الدولية بما فى ذلك من خبراء الامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون فى اوروبا حول حرية وسائل الاعلام التى قالت ان تركيا يجب ان تعيد هذا القرار.
وقال ديفيد كاي وهارلم ديسير في بيان مشترك صادر عن مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان ان "هذه الأحكام القاسية هي اعتداء غير مقبول وغير مسبوق على حرية التعبير وعلى وسائل الاعلام في تركيا". وقد فرضت المحكمة عقوبات بالسجن مدى الحياة على المتهمين الستة الذين ثبتت إدانتهم ب "محاولة إسقاط النظام الدستوري بالقوة"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول الحكومية. وقد تم بالفعل احتجاز ثلاثة من الرجال على الأقل منذ 17 شهرا. وكانت المحكمة الدستورية، وهي الأعلى في تركيا، قد حكمت سابقا بإطلاق سراح محمد ألتان، قائلة إن احتجازه يشكل انتهاكا لحقوقه. لكن المحكمة الجزائية رفضت الطلب وقررت إبقائه في السجن مع استمرار محاكمته.
وجاء الحكم في نفس اليوم الذي أمرت فيه محكمة تركية أخرى بالإفراج عن دينيز يوسل، وهو صحفي ألماني تركي قضى ما يزيد قليلا على سنة في الحبس الاحتياطي دون توجيه اتهام، في قضية اختبرت العلاقات بين أنقرة وبرلين.
واتهم أحمد التان بعد أن قال في برنامج تلفزيوني: "مهما كانت التطورات التي أدت إلى انقلابات عسكرية في تركيا، من خلال اتخاذ نفس القرارات، أردوغان يمهد الطريق نفسه". على نفس البرنامج، أشار محمد ألتان إلى "هيكل آخر" داخل الحكومة التي تراقب عن كثب التطورات إلى "اتخاذ يدها للخروج من الحقيبة".
وقال المدعون ان هذه التعليقات كانت ترمز الى اتباع رجل الدين فتح الله غولن الذى تتهمه انقرة بتدبير الانقلاب. وقالت سارة كلارك من منظمة الكتاب الدولية "ان هذا يخلق سابقة مدمرة لعشرات الصحافيين الاخرين المتهمين بتهم لا اساس لها من الصحة".
وقال محامى الاخوان التان انهم سيطعنون فى الحكم. وقال إرجين سينمن، المحامي، لرويترز: "هذه محاكمة محو حرية الفكر". واضاف "ان هذا الحكم سيعكس بالتأكيد، ولا يمكن ان تستمر تركيا بهذا الحكم".

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;