يفترض بأي مهنة أو حرفة أن تكون محكومة بمنظومة من الأخلاق المهنية بالدرجة الأولى ولابد إن يؤدي صاحب المهنة عمله بالأمانة والصدق والشرف وما ذكرناه في السطور الأولي من مثاليات هي دائما ما نقراءها في الكتب وعلي صفحات الجرائد وفي الندوات العامة إما الواقع يختلف كثيرا فلا شرف ولا أمانة في اغلب من يؤدون عملهم فقد أصبح أصحاب المهن يسعون إلي جمع المال بكل وسيله سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة فتجد مثلا بعض الأطباء سماسرة مرضي كمقاولين المباني فعندما تذهب إليهم لإجراء عملية جراحية ستجدهم يلقون بإنسانيتهم وضميرهم في سلت المهملات وتجد قلوبهم متحجرة لا تنبض إلا إذا امسكوا بايدية اجر ما يقومون به من عمل وتجدهم يبتسمون في وجهك وكأنك اعز أصدقائهم بعد إن كانت وجهوهم عابسة في وجهك قبل إن تعطيهم المال فهل هؤلاء يستحقون الاحترام أو الثناء من المجتمع وويلا لك ثم ويل لو كنت فقيرا وتريدهم إن يعالجونك بدون اجر ستسمع صوتهم يعلوا ويزلزل جدران عيادتهم ويقولون لك " أحنا مش فاتحنها سبيل " فتخرج من عندهم منكسرا ذليل فأمثال هؤلاء الأطباء خلقوا ليجمعوا الأموال ولن يستمتعوا بتلك الأموال لأنها جمعت من أفواه الفقراء وسيتركونها لأبنائهم وهم سيحاسبون عنها إمام الواحد الديان فقد تحولت مهنة الطب علي أيدي بعض هؤلاء الأطباء من مهنة إنسانية سامية ورفيعة إلي مهنة للاتجار في البشر
من أطباء بلا ضمير إلي مدرسين لا يعرفون شيئا عن الضمير المهني والإنساني فبعض المدرسين قدما للطالبات كشوفاً لكتابة أسمائهن للحصول على دروس خصوصية وإذا رفضن الطالبات عرض المدرس سيعاقبنا العقاب المناسب بالرسوب أو عدم الشرح داخل الفصول المدرسية لإجبارهن علي الدروس الخصوصية وهذا الفصيل من المدرسين انتشروا بوزارة التربية والتعليم كانتشار النار في الهشيم وليس لهم رادع فإعلاناتهم علي تعلق علي الجدران ويراها القاصي والداني فهؤلاء المدرسين يعلنون عن أنفسهم بأنهم بلا ضمير فلا يخجلون او يستترون إنما نزع ماء الحياء من وجهوههم وأصبح جمع المال بالنسبة لهم مبدأ وهم علي استعداد لعمل اي شئ من اجعله فلا تعمل ضمائرهم داخل الفصول المدرسية ويستحلون مرتباتهم من الحكومة المصرية ونسوا إن يعلموا أبنائنا الأخلاق والعلم وتذكروا شيئا واحد وهو اجر الحصة الدراسي من الدروس الخصوصية ومن اجل المال اخرجوا إلي مصر جيلا يفتقد العلم والأخلاق والإيمان