عين سيريل رامافوسا، وهو ناشط سابق مناهض للفصل العنصري، رجل أعمال، رئيسا لجنوب أفريقيا، وتعهد فورا بمحاربة الفساد في إشارة مباشرة إلى الاتهامات الموجهة إلى سلفه جاكوب زوما. وكان زوما قد استقال من منصبه بسبب فضيحة يوم الاربعاء عقب ضغط مكثف من المؤتمر الوطنى الافريقى الحاكم الذى سيطر عليه منذ تسع سنوات فى السلطة.
وقال رامافوزا امام النواب فى البرلمان "ان القضايا المتعلقة بالفساد والقضايا المتعلقة بكيفية تصويب شركاتنا المملوكة للدولة وكيفية تعاملنا مع" القبض على الدولة "هى قضايا تقع على رادارنا". ويشير مصطلح "القبض على الدولة" إلى الفساد المزعوم للمؤسسات الحكومية والشركات المملوكة للدولة من قبل زوما المرتبطين بها. واضاف "سنكون امامنا غدا فرصة لتحديد بعض الخطوات التي سنتخذها".
احتفل المشرعون حزب المؤتمر الوطني الافريقي تعيينه مع الأغاني والرقص وحفاوة دائمة. وسيقدم رامافوزا، وهو رجل اعمال سابق ثري، الى اول رئيس دولة فى البرلمان فى كيب تاون مساء يوم الجمعة. وبعد فضائح الفساد المتعددة والتباطؤ الاقتصادى وانخفاض شعبية الناخبين، هدد حزب المؤتمر الوطنى الافريقى باطلاق زوما من خلال تصويت بالثقة فى البرلمان. وقبل ساعات من استقالته قال زوما انه تلقى معاملة "غير عادلة جدا" من حزب المؤتمر الوطنى الافريقى الذى انضم اليه فى عام 1959 وقضى عقود فى الحزب الذى يحارب حكم الاقلية البيضاء. وقال انه غاضب من الطريقة التي تم بها اتخاذ القرار "حيث لا يوجد دليل على ما اذا كنت قد فعلت شيئا خاطئا". وكان زوما البالغ من العمر 75 عاما قد خوض صراعا قويا على السلطة مع رامافوزا نائبه الذى فاز بالسيطرة على حزب المؤتمر الوطنى الافريقى فى ديسمبر الماضى.
وشهد التحول السياسى اسهم جنوب افريقيا التى سجلت اكبر مكاسب لها منذ يونيو عام 2016 بعد انباء عن ان الاصلاحى المؤيد للاعمال سيتولى الرئاسة. وارتفع مؤشر فوتسي / جيه اس ايه افريكا آل شير بواقع 2.7 فى المائة، فى حين ارتفع مؤشر راند، الذى يعد بالفعل افضل عملة فى العالم خلال الشهور الثلاثة الماضية، بنسبة 0.4 فى المائة ليصل الى 11.6667 دولار لكل دولار.
وقالت مجموعة اوراسيا الاستشارية التى تتخذ من لندن مقرا لها ان "وصول رامافوزا الى الرئاسة سيواجهه ارتفاع ثقة المستثمرين والمستهلكين خلال الاسابيع القادمة تحسبا لاصلاح برنامجه". وخلال فترة الفصل العنصري، قضت زوما، التي لم يكن لديها تعليم رسمي، 10 سنوات في السجن على جزيرة روبن إلى جانب نيلسون مانديلا قبل أن ترتفع من خلال صفوف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لتولي السلطة في عام 2009.
وذكرت وسائل الاعلام المحلية انه كان يدفع للحصول على صفقة استقالة تشمل رسومه القانونية لمحاكمة سلسلة من الاتهامات الجنائية، بيد ان زوما نفى ذلك فى خطابه. وتتعلق إحدى القضايا المرفوعة ضده ب 783 مدفعا يزعم أنه تلقىها صلة باتفاق أسلحة قبل أن يتولى السلطة. وركزت مزاعم الكسب غير المشروع الأخرى على إخوة غوبتا الثلاثة، الذين اتهموا بالحصول على عقود حكومية مربحة، وحتى انتقاء تعيينات زوما الوزارية.
وقالت الشرطة يوم الخميس انه تم اصدار امر بالقبض على احد الاخوة اجاي جوبتا. وقد أدت الأزمة السياسية إلى سقوط جنوب أفريقيا - أكثر الاقتصادات نموا في القارة - إلى الارتباك حول من يدير البلاد فعلا. وكان من المقرر ان تنحى زوما، وهى زولو تقليدية تضم اربعة زوجات وصوت غناء فخور، فى العام القادم بعد ان قضت مدة ولايتين كحد أقصى.
في استطلاعات الرأي المحلية في عام 2016، سجلت حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أسوأ نتيجة انتخابية منذ وصوله إلى السلطة في عام 1994 تحت مانديلا مع سقوط حكم الأقلية البيضاء. ويتعين على رامافوزا / 65 سنة / العمل الان على احياء الاقتصاد وقمع ما اعترف به وهو تفشي الفساد الحكومى اذا ما اصلح سمعة الحزب المشوهة قبل اجراء انتخابات عامة صعبة العام القادم. وهو نقابى سابق وحليف مانديلا الذى قاد محادثات لانهاء الفصل العنصري فى اوائل التسعينات ثم اصبح رجل اعمال متعدد الملايين قبل عودته الى السياسة.