اعلنت تركيا امس الخميس انها طلبت من الولايات المتحدة طرد ميليشيات كردية من القوات التي تدعمها في سوريا واقامة وزير الخارجية الاميركي الزائر لاجراء محادثات شاقة حول قضية توترت العلاقات بين الحلفاء. إلى نقطة الانهيار.
وكان ريكس تيلرسون قد وصل الى تركيا يوم الخميس لمدة يومين مما يتوقع ان تكون اجتماعات غير مريحة بين الحلفاء الذين تتعثر علاقاتهم حول عدد من القضايا وخاصة دعم واشنطن لميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية التى تدعوها انقرة الارهابيين. وشنت تركيا هجوما جويا وبريا الشهر الماضى فى منطقة عفرين شمال غرب سوريا لدفع وحدات حماية الشعب من المنطقة.
وتعتبر انقرة ان وحدات حماية الشعب هى ذراع لحزب العمال الكردستانى، وهى مجموعة محظورة تشن تمردا منذ عقود فى تركيا. وحدات حماية الشعب هي العنصر الرئيسي في قوات الدفاع السورية، التي قامت الولايات المتحدة بتسليحها وتدريبها ومساعدتها بالدعم الجوي والقوات الخاصة لمحاربة الدولة الإسلامية.
وقال وزير الدفاع التركي نورتين كانيكلي للصحافيين في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل بعد يوم من اجتماعه مع وزير الدفاع الاميركي "لقد طالبنا بانهاء هذه العلاقة يعني اننا نريد ان ينهيوا كل الدعم المقدم الى الحزب الديموقراطي الكردستاني لحزب العمال الكردستاني" جيم ماتيس على هامش اجتماع الناتو. واضاف "لقد طالبنا بازالة هذا الهيكل من قوات الدفاع الذاتى".
وفى حديثه مع الصحفيين على هامش اجتماع الناتو قال ماتيس ان محادثاته مع نظيره التركى كانت مفتوحة ونزيهة ولكنها اعترفت بوجود خلافات. واضاف "اعتقد اننا نعثر على ارضية مشتركة وهناك مناطق من الارض غير المألوفة، حيث ان الحرب تعطيك احيانا بدائل سيئة للاختيار من بينها ... ونحن نواصل التعاون بشأن سبل ضمان معالجة مخاوفهم المشروعة". وقال تيلرسون الذي يقوم بجولة في خمس مدن في مؤتمر صحافي في بيروت قبل وصوله الى انقرة ان الولايات المتحدة وتركيا لها نفس الاهداف الرئيسية وتضع خلافاتهما نحو التكتيكات.
وقد اجتمع مع اردوغان فى قصر الرئيس فى انقرة مساء اليوم، ومن المقرر ان يجتمع مع وزير الخارجية ميفلوت كافوس اوغلو يوم الجمعة.
كان مقاتلو الدولة الإسلامية يقودون في العام الماضي من جميع المراكز السكانية التي احتلوها في كل من سوريا والعراق، ولكن واشنطن لا تزال تعتبرهم تهديدا وقادرة على القيام بتمرد وتخطيط هجمات في أماكن أخرى. وركزت انقرة بشكل اكبر خلال الاشهر الاخيرة على ضرورة مكافحة الميليشيات الكردية وقالت ان الولايات المتحدة تستخدم مجرد مجموعة ارهابية واحدة لمكافحة جماعة اخرى.
وتقول تركيا إن الولايات المتحدة لم تفي بعد بتعهدات عديدة: وقف تسليح وحدات حماية الشعب، واستعادة الأسلحة بعد هزيمة الدولة الإسلامية في سوريا، وسحب قوات وحدات حماية الشعب من مدينة منبج، وهي بلدة سورية تبعد حوالي 100 كيلومتر شرقا من عفرين. كما قال كانيكلى ان ماتيس ابلغه ان الولايات المتحدة تعمل على وضع خطة لاسترداد الاسلحة المقدمة الى وحدات حماية الشعب وخاصة الاسلحة الثقيلة. ومع ذلك، قال تيلرسون في وقت لاحق ان واشنطن "لم تعط ابدا اسلحة ثقيلة" لوحدات حماية الشعب، وبالتالي لم يكن هناك "شيء لاستعادة".
تعد تركيا الحليف الاسلامى الرئيسى للولايات المتحدة فى الناتو وواحدة من اقوى اصدقاء واشنطن فى الشرق الاوسط التى يعود تاريخها الى فترة الحرب الباردة. لكن اتساع الخلافات حول سياسة سوريا ليس سوى واحدة من عدد من القضايا التي تسببت في تمزق هذه العلاقة الاستراتيجية.
كما اتهمت أنقرة واشنطن بإيواء رجل دين يتهمه بتخطيط انقلاب فاشل في عام 2016. وأدانت الولايات المتحدة يوم صاري مصرفي تركي لانتهاكه عقوبات على إيران في قضية تضمنت شهادات تزعم الفساد من قبل كبار المسؤولين الأتراك. وعلى الرغم من اللغة المتوترة، فإن العلاقات العسكرية بين الحليفين تظهر، على الأقل حتى الآن، لتفادي الضغط. وقال كبير القادة الامريكيين فى اوروبا كورتيس سكاباروتى انه لم يكن هناك اى تأثير على عملياتها من قاعدة انجيرليك الجوية التركية التى يستخدمها الاميركيون لضربات ضد الدولة الاسلامية.
وقال سكاباروتي للصحافيين في شتوتغارت "على الرغم من بعض الخطابات التي تراها، فان الاجتماعات الاخيرة ... مثمرة جدا". وكان الهجوم التركي ضد وحدات حماية الشعب في سوريا يقتصر حتى الآن على عفرين، وهي منطقة حدودية حيث لا يعتقد أن الولايات المتحدة لديها قوات على الأرض. لكن تركيا ناقشت علنا توسيع نطاقها لتشمل مناطق أخرى يمكن أن تكون فيها قواتها على اتصال بالوحدات التي يدعمها الأمريكيون. وتقول ان على واشنطن سحب قواتها من الطريق. وتقول الولايات المتحدة انها ليست لديها خطط للانسحاب.