أظهر مراهق فلسطيني اتهم بعد شريط فيديو فيروسي أنه ضرب جنديين إسرائيليين في قضية حظيت باهتمام عالمي في المحاكمة العسكرية يوم الثلاثاء في إجراءات مغلقة. وأمر القاضي في المحاكمة بإبعاد الصحفيين من قاعة المحكمة، بحجة أن الإجراءات المفتوحة لن تكون في صالح عاهد التميمي البالغ من العمر 17 عاما، الذي يحاكم كقاصر. ولم يسمح لأفراد الأسرة إلا بالبقاء في قاعة المحكمة، وطلب دبلوماسيون حاضرون للمراقبة أيضا المغادرة.
وقد أظهر حشد كبير من الصحفيين المحليين والدوليين تغطية محاكمة التميمي، التي أصبحت رمزا للفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم في جميع أنحاء العالم. وعادة ما تكون محاكمات القاصرين في المحكمة العسكرية مغلقة، لكن محامي التميمي قال إن جلسات الاستماع السابقة للمراهق كانت مفتوحة ودفعت إلى البقاء على هذا النحو.
وقال محامي التميمي غابي لاسكي للصحافيين بعد اعتراضه على قرار القاضي "انهم يدركون ان اشخاصا خارج محكمة عوفر العسكرية مهتمون بقضية عاهد، فهم يفهمون ان حقوقهم تنتهك وان محاكمتها شيء لا يجب ان يحدث". لإغلاق المحاكمة. لذا فإن الطريق لإبعادها عن أعين الجميع هو إغلاق الأبواب وعدم السماح للأشخاص داخل المحكمة بسمعتها".
وصل التميمي إلى المحكمة العسكرية بالقرب من القدس في الضفة الغربية المحتلة التي كانت ترتدي سترة سجن مع يديها وقدميها مقيدة، وتبتسم قليلا عندما قام الصحفيون بتصويرها. والدها باسم التميمي يلوح بها من الجمهور، يصرخ "البقاء قويا، سوف تكسب". وقد اعترف التميمي بأنه بطلا من قبل الفلسطينيين الذين يرون أنها بشجاعة الوقوف على احتلال إسرائيل للضفة الغربية.
الإسرائيليون يتهمون عائلتها باستخدامها كرهينة في استفزازات مستهدفة. وقد اتهمت ب 12 تهمة بما فيها الاعتداء، ويمكن أن تواجه عقوبة سجن طويلة إذا أدينت. وتتعلق التهم بأحداث في الفيديو وخمسة حوادث أخرى. وهي تشمل رمي الحجارة والتحريض والتهديد. وكان من المقرر ان تقدم والدة التميمي ونريمان وابنة عمه نور (20 عاما) للمحاكمة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. وليس من الواضح ما إذا كانت تلك الإجراءات ستجري على النحو المقرر. وقد أمرت عهد التميمي ووالدتها بالحبس حتى نهاية الإجراءات، بينما أطلق سراح ابن عمها بكفالة.
انتقد مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية في القضية، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء احتجاز إسرائيل للقاصرين، بمن فيهم عهد التميمي. ودعت منظمة العفو الدولية الى الافراج الفوري عنها قائلة ان "استمرار الاعتقال هو محاولة يائسة لتخويف الاطفال الفلسطينيين الذين يجرؤون على مواجهة القمع من قبل قوات الاحتلال".
وقال الجيش الاسرائيلى ان الجنود كانوا فى المنطقة لمنع الفلسطينيين من رشق الحجارة تجاه سائقى السيارات الاسرائيليين. ويظهر مقطع فيديو أبناء عمومة يقتربون من جنديين ويخبرونهم بالمغادرة قبل الرفع والركل والصفع عليهم. فالجنود المدججون بالسلاح لا يستجيبون لما يبدو أنه محاولة لإثارة الأذى عليهم. ثم ينتقلون إلى الوراء بعد أن يشارك ناريمان التميمي.
وقعت هذه الاشتباكات وسط اشتباكات واحتجاجات ضد اعتراف الرئيس الامريكى دونالد ترامب المثير للجدل بالقدس عاصمة لاسرائيل. ويقول الأقارب إن أحد أفراد عائلة التميمي أصيب في الرأس برصاصة مطاطية أطلقت خلال تلك الاحتجاجات. وقتل ثلاثة وعشرون فلسطينيا منذ اعلان ترامب في السادس من كانون الاول / ديسمبر، معظمهم في اشتباكات مع القوات الاسرائيلية. وقتل اسرائيليان منذ ذلك الحين. وشاركت عهد التميمي، الذي يأتي من عائلة من الناشطين البارزين، في سلسلة من الحوادث السابقة، مع نشر صور قديمة للجنود الذين يواجهونهم على نطاق واسع. وقد غمر الفلسطينيون وسائل الإعلام الاجتماعية بالثناء والدعم.