أطلق فريق "الحقوق الشرعية في التعليم وحقوقنا" مبادرة لرصد البنية التحتية للمدارس الحكومية في جميع أنحاء مصر من أجل تحسين تلك التي لا تصل إلى مستوى.
وقالت علياء الجميلي، مؤسس "الحقوق المشروعة في التعليم وحقوقنا"، إن المبادرة تهدف إلى الحد من معاناة بعض المدارس الحكومية بسبب ضعف البنية التحتية، وانخفاض مستويات الهيكل التكنولوجي، واكتظاظ الفصول الدراسية. وأضافت أن المبادرة سوف تسلط الضوء على المستويات التعليمية للطلبة في المدارس خاصة أولئك الذين هم في القرى والنقب التي يغفل عنها المسؤولون، مؤكدا أن المبادرة ستحدد المشاكل على أرض الواقع بالتعاون مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم.
وأشارت إلى أن العديد من المسؤولين في الوزارة اتخذوا تدابير لمواجهة هذه المشاكل والحواجز، مضيفا أنه قبل التركيز على إدخال التكنولوجيا في المدارس، يجب النظر إلى مستويات المدارس بعدم إهدار الأموال العامة.
معدلات الالتحاق بالمدارس العامة في مصر مرتفعة جدا، ولكن التعليم العام يحتاج إلى إنفاق فعال وتحسين المرافق لمعالجة المشاكل التي تواجهها منذ فترة طويلة. وتتمثل إحدى المشاكل الرئيسية التي يواجهونها في أن الفصول الدراسية في المدارس الحكومية مكتظة إلى حد أن الطلاب لا يستطيعون العثور على مكاتب. ولا توجد قيود على التحكم في عدد التلاميذ المتزايد في الفصول الدراسية، مما يؤدي إلى عدم قدرة المعلمين على الإشراف على الطلاب بشكل صحيح.
فالفصول الدراسیة المکتظة لیست العائق الوحید بین الطلاب والتعلیم الجید لأن المرافق الفقیرة وعدم وجود تجدید في المدارس الحکومیة ھي قضایا منتشرة. وتتجلى هذه المسألة في كسر النوافذ والأبواب والمكاتب. وأنظمة المياه غير المعالجة وأنظمة الصرف الصحي؛ والحالة السيئة لمختبرات العلوم والافتقار إلى الموارد التكنولوجية للطلاب. وتسبب سوء صيانة المدارس في حادثين شهيرين في عام 2014، في 13 أكتوبر / تشرين الأول، توفي طالب في مدرسة ابتدائية بعد سقوطه في نافذة متهدمة في مدرسة عمار بن ياسر العامة في حي المطرية بالقاهرة، مما أدى إلى قطع حلقه.
وقع الحادث الثاني في 19 أكتوبر / تشرين الأول من العام نفسه، في مدرسة زغيرات الابتدائية في محافظة مطروح، حيث سقطت البوابة المدرسية على طالب يبلغ من العمر سبع سنوات. وذكر مدير المدرسة أن البوابة كانت قديمة ومتهدمة ولا يمكن أن تصمد أمام الرياح التي تهب.
واعترف المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم هاني كمال بالإهمال ونقص الصيانة في المدارس المصرية بعد الحادثين، مشيرا إلى أن "التركة الكبيرة من الكوارث و 50،000 مدرسة متهدمة لا يمكن إصلاحها بين عشية وضحاها". وفي الوقت نفسه، قال نائب وزارة التربية والتعليم في مطروح صافي الدين الموهوب إن العديد من المدارس الحكومية في المحافظات التي تحتاج إلى صيانة كاملة، إلا أن الأموال المخصصة لذلك لا تكفي إلا لسبع مدارس. ونتيجة لذلك، فإن تحسين نوعية التعليم في مصر هو أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الحكومة في الفترة الحالية والتي تبدأ بتجديد مرافق المدارس الحكومية وتلبية احتياجات الطلبة والمعلمين.