كيف تعالج النفوس الضعيفة التى تمتلأ قلوبهم بالحقد والنميمة

كيف تعالج النفوس الضعيفة التى تمتلأ قلوبهم بالحقد والنميمة

قصة قصيرة بطلها حكيم بإحدى القرى..فلنبدأ ولد هذا الحكيم فى قرية صغيرة ومن عائلة متوسطة الحال والده كان إماما لمسجد القرية وعندما وصل عمره الرابعة عام كان يلازم والده فى كل أوقات الصلاة فكان والده مؤذنا وإماما وكان بعد كل صلاة يجلس بالمصلين ليلقى عليهم حديثا عن إيجابيات وسلبيات الحياة فكان الجميع ينصتون اليه ويعجبون بما يقول وبعد الإنتهاء من الدرس يخرجون من المسجد متجهين الى منازلهم والغريب انهم عندما يخرجون من المنزل على الفور ينسون ماقيل لهم أثناء الدرس حتى ينفذوه ويعملون به فى حياتهم الخاصة والعامة ولكن مع مشاكل الحياة المتطورة وتركيزهم فى مطامع الدنيا كانوا لا يتذكرون ماقيل لهم بالدروس الدينية فيظلوا كما هم يعيشون بنفس طريقتهم التى تؤدى إلى النميمه والحقد والغل والطمع بالرغم من كثرة الأحاديث إليهم بالإعتدال ولكن دون جدوى فكانت أحاديث إمام المسجد لا تؤثر عليهم بشيئ.. مرت الأعوام وكثرت الخلافات والغرور النفسي والمطامع التى كانت سببا فى زيادة حالات الكره بين الجميع إلى أن وصل الأمر إلى إنتشار الخيانة بينهم بسبب جهلهم وعدم إتباع الدروس والتوصيات والأحاديث فى الأمور السلبية مما أدى الأمر إلى أنهم إقتنعوا تماما بأن لا بد أن يكون فيه سلبيات فى سلوكياتهم وهذا ما أدركوه من كثرة الأحاديث عن السلوكيات السلبية .. إبن إمام المسجد عندما كبر وأصبح رجلا حكيما تعلم من والده الحكمة والصبر والهدوء ودراسة المواقف والتعامل معها وفكر بجدية كيف يعالج هذه الأمور فوجد أن كثرة الأحاديث عن السلبيات لا تؤثر على البشر وأن الأمثلة التى يتحدثون عنها وعن سلبياتها أيضا لا تؤثر عليهم بشيئ لأنهم كانوا يكتفوا بالسمع والمشاهده لا أكثر . فجاءت فكرة ببال هذا الحكيم وهى أن يمحو من ذاكرتهم أى شيئ يدعو للسلبية وقال لنفسه ماذا لو أصبح حديثه عن الإيجابيات فقط وماهى نتائجها وتأثيرها على صاحبها وبالفعل بدء يجتمع بالناس بعد كل صلاة كما كان يفعل والده ولكن فى هذه الحالة ركز على الايجابيات فى حياة الإنسان فبدأ حديثه عن صفات ونشأة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحدث إليهم عن بداية حياته عندما بعثه الله هدى للناس وبالرغم من الأجواء التى كانت تحيطه والتى يعلمها الجميع جيدا من سوء المعاملة والحرب ضده من المشركين حتى لا يبلغ رسالة الله للجميع إلا انه كان إيجابيا فى كل تصرفاته فنجح وبلغ الرسالة على أكمل وجه وأصبح خاتم المرسلين وهدى للمتقين وكل من إتبعه قد فاز فوزا عظيما فى الحياة وفى الآخرة. ثم تحدث عن طبيب كان ناجحا فى عمله الى أقصى درجة وكان يساعد الفقراء والمساكين ويقف بجوارهم ويعالجهم بالمجان وكان دائما ينصحهم بالحب والتعاون فى المعامله وأن يتعلمون منه الإخلاص فى العمل والإحترام والمبادئ.لأنهم هم أساس النجاح بالحياة والوصول الى تحقيق الحلم الذى يتمناه الجميع ثم تحدث عن مدرس كان من أفضل المدرسين سمعه وخلقا وما وصل إليه من حب الناس له وإحترامهم له لأمانته وإخلاصه فى مهنته حتى تخرج من خلال علمه ودراسته الحكيمة أساطير فى العلم والمعرفة لانه كان دائما يرفض الحديث عن سلبيات الحياة وكان دائما يتحدث عن الايجابيات لأنها هى الأحق وهى الصواب نحو الاستقرار والنهوض الى أعلى وقد أثمرت هذه الايجابيات عن الاستفادة الكاملة لتلاميذه والتى نفعتهم فى حياتهم المستقبلية لأنهم تأسسوا على أساس قوى يدعوا إلى التحدى والصبر والاجتهاد حتى نالو النجاح وحققوا لأنفسهم أهدافهم ليعتزوا بأنفسهم أمام الجميع وليتركوا بصمة جميلة مفيدة للأجيال القادمة. ثم تحدث عن مهندس بدأ حياته بحماس شديد ليحقق حلمه ولكنه كان مركزا على حسن التعامل بينه وبين الاخريين خلقا وأدبا وإحتراما لهم ولخبراتهم وكان يتعلم منهم أشياء كثيرة تهم حياته العملية فنجح هذا المهندس بسبب حسن المعاملة وبسبب حبه للجميع وحب الجميع له وانتشار السلام والامان بينهم. حتى نجح فى حياته ونال الجميع نفس النجاح لأن المنظومه كانت متكاملة ومتفقه على سياسة واحده وأسلوب واحد وراقى ومهذب . ثم تحدث عن التاجر الذى كان لا يلتفت لغلاء الاسعار وكان هو الوحيد الثابت عند موقفه فكان عندما يذهب ليشترى بضاعته ويرى أن الأسعار قد ارتفعت كان يأخذ نصيبه فقط بالمبلغ المتاح معه ثم يعود إلى محل البيع الخاص به ويبيع بنفس السعر السابق فيتسابق عليه الجميع لشراء إحتياجاتهم منه فكانت دائما بضاعته مباعه ولا تنتظر كثيرا مثلها مثل باقى البضاعة الأخرى فى الاماكن الاخرى فنجح فى تجارته ونال استحسان الجميع ورزقه الله رزقا كبيرا لأنه حافظ على الايجابية من ناحية التواضع والقناعة وكان سببا فى تنظيم الحالة الإقتصادية بالقرية التى يعيش فيها عندما التزم باقى التجار بنفس الايجابية التى يعمل بها هذا التاجر . ثم تحدث عن تطوير الأمم التى تعاملت مع بعضها بالطرق الايجابية التى ساعدتهم على النجاح والتطور والتخلص من الازمات وضمان المستقبل لهم ولأولادهم. ظل الحكيم يتحدث بكل الدروس التى يلقيها لهم عن الإيجابيات ومدى الإستفادة منها إلى أن بدأت حياتهم تنقلب من شيئ إلى شيئ آخر أفضل فانعدمت بداخلهم السلبية لأنهم إهتموا بالايجابيات التى عندما دخلت وسكنت وترعرعت داخلهم وأصبحت المساحه غير كافيه لدخول السلبيات داخلهم وقد أدى هذا لنجاح وتطور القرية التى إشتهرت بالتسامح والتعاون والإحترام والسعاده والأمان . ولو بحثنا عن هذه القرية سنجدها تتمثل فى أكثر من دولة سمعتها طيبه بأهلها المحترمين الملتزمين بالايجابيات فمن هو الحكيم الذى ترك هذا الأثر فى نفوسهم وأصبحوا شعوبا مثالمه محترمه تحافظ على التقاليد وعلى السلوكيات الإيجابية بين البشر ومن هو الحكيم الذى لم يترك بداخلهم مساحة لدخول السلبيات بينهم ... إنها رسالة حكيم لكل البشر على أن يلتزموا بالايجابيات فقط وأن يتركوا السلبيات تذهب وحدها للجحيم فالتحدث عنها يزيدها شأناوقوة داخل نفوس البشر ولكن التجاهل لها يسقطها الى القاع فلا تجعلوا مساحات بداخلكم حتى لا تتمكن السلبيات بالدخول إليكم. فواصلوا وأكثروا الاحاديث عن الايجابيات وعن نتائجها فهى الأحق والأفضل لبناء جيل وبناء مؤسسة وبناء وطن .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;