أشاد رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي بالنتائج التي شهدتها زيارة البرلمان العربي لجمهورية الصين الشعبية، والهادفة للتشاور وتبادل الأراء وتعزيز التعاون البرلماني العربي مع البرلمانات الدولية الفاعلة.
وقال السلمي «بناء على القرار الصادر عن جلسة البرلمان العربي الطارئة بشأن مناقشة تداعيات القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي، والتي عقدت في القاهرة كان من ضمنها إرسال وفود برلمانية للبرلمانات الاقليمية والدول الفاعلة، حيث جاءت دعوة رئيس المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني للبرلمان العربي لزيارة جمهورية الصين للتشاور».
وضم الوفد نائب البرلمان الدكتور عبدالرحمن محمد علي سعيد، عضو البرلمان العربي والنائب عائشة سالم سمنوه، و كانت النتائج تهدف إلى فتح قناة التواصل بين البرلمان العربي ومجلس نواب الشعب الصيني، وإيصال صوت الشعوب العربية إليهم برفض قرار الإدارة الأمريكية الأخير بنقل السفارة الأمريكية والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتعزيز تطوير العلاقات التعاونية الاستراتيجية بين الصين والدول العربية، حيث تعد هذه الزيارة أول زيارة للبرلمان العربي لمجلس النواب الصيني، وأول تبادل رسمي بين المجلسين.
وستزيد هذه الزيارة من العلاقات الصينية العربية وإثرائها، وتوطيد العلاقات بين البرلمان العربية والممثل للأمة العربية وشرح وجهة النظر للقضايا العربية الكبرى والهامة والاستراتيجية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتداعياتها الخطيرة بعد القرار الأمريكي، وخرج اللقاء بتبادل الأراء بين البرلمان العربي ومجلس النواب الشعبي الصينيى بصفة دائمة لتعزيز العمل بينهما، والتعريف بأنشطة البرلمان العربي على كافة الأصعدة البرلمانية والدبلوماسية من خلال عقد اجتماعات مع السفراء العرب والاستماع إلى مقترحاتهم.
وأوصى اللقاء بضرورة مزيد من التعاون والتنسيق والتشاور مع مجلس نواب الشعب الصيني، ودعوة رئيس مجلس نواب الشعب الصيني لزيارة البرلمان العربي وإلقاء كلمة أمام أعضاء البرلمان العربي ودعم وتفعيل التعاون العربي - الصيني على المستوى الوزاري ومخاطبة الأمين العام لجامعة الدول العربية بضرورة رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي ووجود سفير لبعثة الجامعة العربية في بكين لما لها من ثقل دبلوماسي وشعبي واقتصادي.
وأشار السلمي إلى أن اليوم الأول للزيارة خلال الفترة من 22-24يناير للعام 2018م اشتمل على استقبال البرلمان العربي من قبل نائب رئيس لجنة الشؤون الداخلية والقضائية عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب لي شنمينغ وسفارة خادم الحرمين الشريفين ببكين والقائم بأعمال جامعة الدول العربية ببكين وعدد من أعضاء النواب الصيني ومديرو إدارات البروتوكول والشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس نواب الشعب الصيني.
فيما عقد الوفد في اليوم الثاني جلسة حوار مع الخبراء والباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إذ تطرق رئيس البرلمان العربي لعمق العلاقات التاريخية العربية الصينية والقضايا الهامة وتطورات الأوضاع في الدول العربية والتحديات التي يواجهها العالم العربي، مستشهداً بطريق الحرير القديم الذي ربط الصين قديما بالدول العربية ربطا وثيقا يعكس الحضارتين الصينية والعربية.
وأكد السلمي في حديثه على استمرار التعاون في العهد الحديث في ظل الصراعات وما تشهده الساحة الدولية والإقليمية من أحداث دعت إلى تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني عام 2005م، وتطرق السلمي إلى المواقف الإيجابية العربية تجاه الصين عندما امتنعت المملكة العربية السعودية ومصر واليمن وسوريا عام 1951م عن التصويت في الأمم المتحدة على القرار الأمريكي بالافتراء على الصين بإنهاء المعتدية، وفي المقابل مواقف الصين المشرفة نحو القضية الفلسطينية في مجلس الأمن، كما تم التطرق إلى اعتراف الدول العربية بجمهورية الصين الشعبية عام 1956م كأول اعتراف رسمي للصين.
واعتبر السلمي الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل مخالفة وتحديا صارخا لكل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، مهددا الأمن والسلام الدولي واستفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين وأحرار العالم، رغم التحذيرات التي أعلنها القادة العرب وزعماء العالم والمنظمات الاقليمية والدولية، فيما تطرق اللقاء للقضايا العربية في سورية واليمن وليبيا، وأكد تشين شياودونغ مساعد وزير الخارجية بالصين أن القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى ودعم الصين للفلسطينيين وسيكون هناك تعاون وشراكات ومشروعات في الأيام القادمة بين الصين والسودان