تعود "العم منعم "منذ ان عرف طريق ما يسمى بالفيس بوك ان يتجول كثيرا في منشورات الأصدقاء و غير الأصدقاء يستهزئ بهم تارة دون ان يشعرهم اذا وجد كتاباتهم ضعيفة و ركيكة كما كان يقول و تارة كان يتألم حسرة حين يشاهد كتابات راقية و يكاد يتفجر من الغيظ متسائلا : لماذا لست انا الذي كتب هذا الجمال و تلقى هذا الثناء و الإعجاب من الأصدقاء و الأحباب و استمر العم منعم يقرأ منشوراتهم بكثرة و يحاول ان يكتب مثلهم و لكنه لا يحصل من الثناء و الاعجاب الا ما كان على سبيل المجاملة فغضب العم منعم غضبا ظهر على سلوكه مع احفاده الصغار العم منعم ليس مجرما و لكنه يحب نفسه و يحب ان ينظر اليه الناس بإعجاب و لم يكتف بإعجاب الناس به كموظف يتقن عمله و يحصل على ثناء مديره بل اراد ان يحصد قدرا كبيرا من الاعجابات و التعليقات على منشوره و جاءت الوساوس الى العم منعم :( ماذا لو سطوت على منشور من منشورات المبدعين؟ منشور واحد يبيض وجهي امام الاحباب منشور واحد امحو به حزني و ألمي) و ركض العم منعم الى منشورات المساكين من الذين قرر ان يخطف من بين أيديهم منشوراتهم الثمينة و بكل خفة حركة نسخ منشورا رائعا.....و قاوم شعورا اتاه يذكره بالله و بتحريم سرقة الناس مسلمين كانوا او غير مسلمين قاوم هذا الشعور بوساوس شيطانية و بحلاوة تمنى ان يجدها و تسمرت يد العم منعم و سأل نفسه: شعوران يتضاربان في نفسي فأي شعور سينتصر و ألصق العم منعم ذلك المنشور و حين اراد ان يمحو اسم كاتبه و يثبت مكانه اسمه ذرفت عيونه دمعا طاهرا فقاوم و لم يحذف شيئا بل وضع فوق المنشور: مما راق لي و ما أن وضع المنشور حتى تساقطت الاعجابات و التعليقات عليه ففرح العم منعم فرحا نقيا لم يتولد من احزان الناس و آلامهم