عندما كنت في رحمك يا امي جنين صغير... وعدتني بحياة جميلة وايام لن أنساها، وعدتني بأنني ساكون أميرا وان يحسدني العالم على سعادتي.. وعدتني يا امي بالكثير.. ولكن، اين هي وعودك اليوم..!! اين الايام الجميلة، والسعادة التي لا تقدر بثمن؟؟ اين طفولتي يا امي... طفولتي المقدسة التي لم اعش منها سوى الايام السوداء والظلم والحرمان والفقر والخوف الذي يرافقني كل يوم وصورة الموت والدماء والدمار. فرغم سني يا امي وعمري الصغير، عشت الالم باسم الدين والانسانية والحقوق, ظلمت ولم اسمع سوى صوت الرصاص ولم تشاهد عيوني سوى صور القتل .. قتلني البرد يا امي في وطني، وظلمت، وسرقت طفولتي، وعشت الفقر والحرمان... فوعدتني يا امي بحياة افضل ووفيتي ، ولكن .. انظري الي ايتها السيدة، لما تشيحين بنظرك عني وانا اغادر الحياة الظالمة لاقابل الخالق حيث ساعيش للمرة الاولى الحياة بطريقة اجمل.. لما تشيحين بنظرك خجلا من عيوني التي وان كان الموت سيفرح قلبي بشيء هو انني سانتقل الى المكان الذي يحلم كل طفل بالعيش فيه انظري الي واخبريني ما الذنب الذي اقترفته ليجعلني البشر اعاني كل هذا الظلم ؟؟ لماذا اناديكي ولا تجيبين، لماذا افترشت الارض واغمضت عيناك قبلي ، افتحي عينيكي واجيبيني لما تلتزمين الصمت عن موتي البطيء ، رحيلي لا تلومين عليه الجبال والبرد، وانما من اوصلنا الى هذا المكان وتركنا لمصيرنا المحتوم اتعلمين.. لاول مرة تفين بوعدك منذ سنوات الحرب القاسية، لقد وعدتني بحياة افضل، واين ستكون الحياة الافضل ان لم تكن الى جوار الخالق ولكن ساخبر الله بكل شيء، ساخبره كم كانت الانسانية حقيرة والبشر وحوش والحياة ظالمة