بينما اجلس وحدى فى انتظار انتهاء تمرين ابنتى رأيته يصعد السلم و يتهادى الهوينة ممسكًا بسور السلم وكأنه الحياة, و فى زمن أحسبه طويل صعد مع تنفس الصعداء, خوفًا عليه من السقوط, وجلس بجوارى و أمسك هاتفه, وكان أجش الصوت, كلمها وبكى, وقال أُريدك الآن, منتظرك تعالي عندى كلام كثير, أود أن أحكى لكِ, وأشكوا ما أنا فيه, أرجوكِ لا تتأخرى علىّ, ثم مسح الدمع عن عينيه, وقلبي رق لحاله, ثم أغلق الخط وجلس يتأمل فى جمال السماء كما أفعل.
ولم يمر وقت طويل حتى أتت تلك السيدة, واااه منها جميلة طويلة ممشوقة القوام, أتت فسلمت عليه, وقبلت رأسه, فبكى!!
فعلمت أنها ابنته من السلام, وأخد يبكى وهى تمسح الدمع عن عينيه, وبدأ بالكلام الذى لم أميزه من كثرة بكائه, ولأنى شغلنى منظره وهو يبكى بين يديها كالطفل الصغير, وبعد فترة هدأ, وودعته بسلام حار, ولم يبرح مكانه, ونظَّر إلىَّ نظرة, وقال أي بنيتى: هذه ابنتى الوحيدة, وهى متزوجة بجوارى, لكنى لا أستطيع زيارتها فى بيتها, فقط أراها فى الخارج, بارك الله فيكِ بنيتى, حافظى على والديكِ, ولا تحرميهم قربك, ولا مودتك وحبك لهم, فهززت رأسي بنعم يا عم ثم انصرفت باكيه علي حاله وحالى؛ لفقدى لأبى جنتى رحمه الله