عاماً مضى وعاماً مُقبل

عاماً مضى وعاماً مُقبل

ها نحن نسير في دوامة الأيام نحاورها ونتعايش معها رحل عام وطوي خيامه 360 يوماً ولت وذهبت وانطوت أيامها وتركت ذكريات عالقة بالذاكر
ساعات تتسابق وتمر مر السحاب وأيام تطوى وأسابيع تمضي وتفر وشهور تنقضي وأعوام تتلوها الأعوام عام كامل مضى من أعمارنا وذهب من سنين آجالنا كم فيه من أوقات أهدرت وضاعت إن عجلة الزمن تدور بسرعة فائقة لا تتوقف كونوا على حذر من الأيام وتسارعها فإنها غرارة واحذروا الدنيا وزينتها فإنها غدارة علينا أن ننتبه من غفلتنا وأن نستيقظ ونقف وقفة صدق مع أنفسنا فإنما نحن أيام إذا مضى منها يوم مضى بعض إلى أن يمر الكل يجب أن نترك الأثر الطيب العمل الذى لا يندثر فكلنا نرحل مع الأيام ولكن لن يرحل ما تتركه لغيرك من طيب عمل
صفحات تطوى من أعمارنا ونحن لا ندري أو ندري ولا نهتم ونفرح لمرورها ظانين أن طيها يمثل هما انطوى أو انقضى عنا
لا ندرى أننا خاسرون فإذا كنا نعمل خيرا فإن مرور الأيام يقلل من فرص المزيد من عمل الخير أي أننا سوف نخسر يوما أو ساعة أو دقيقة أو أكثر أو أقل من عمل الخير وإن كان غير ذلك فإننا نقترب رويدا رويدا إلى نهايتنا نحن
قال احد الحكماء :
كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره ، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله ، وتقوده حياته إلى موته
فحين نودع عام ونستقبل عام لابد أن نقف وقفه مع أنفسنا لابد من مخاطبة نفسك أين أنت الآن وماذا تريد وما الطريق الذى رسمته لتحقيق لذلك؟!
هذه الأسئلة التى نخاطب بها أنفسنا فإن أجبت عن بعضها فاعلم أنك وضعت نفسك على الطريق الصحيح انك حينما تعرف نفسك وماذا تريد سوف تحقق تصالحا مع نفسك
ليكن عنوان المرحلة المقبلة هوع معركتك مع نفسك ازرع الأمل في النفس حيث تستوقد منها طاقتك لتنهض من جديد واضرب الفأس بتلك الأرض اليابسة التي أتعبها هجرانك لها وفجّر ينابيع المياه داخل نفسك لتخرج من باطنها أجمل ما فيها فهنالك عام قد أقبل فعليك بالعمل والاجتهاد
أين ترى نفسك الآن؟!
ليكن كلُناٍ منّا رقيباً على نفسه يحاسبها ويقيمها ولا تترك نفسك رقماً على كوكب الأرض بل ابحث على أن تكون اسماً وبصمة تبقى ابد الدهر هاهو عام جديد يفتح ذراعيه ليستقبلنا إذا مازالت فيك روح تتنفس زيد جرعاتها في الخير وأحرق من قاموس حياتك كل الحروف التي تزيد من آلامك وتهبطك وتحيدك عن هدفك ولا تجعل من شخصك إنسان عادي تذهب بيه أعوام خلف أعوام
وهو يبقى كما هو لا يتقدم ولا يتأخر ويتجرع كأس الهزيمة والانكسار ولكن استنشق التفاؤل والصمود

عاماً قد مضى بكل ما فيه من خير وشر أياماً قد ولت ولن تعود ولكنها صندوق ودائع فيه أصنافاً مختلفة من الأعمال منها الصالح ومنها غير ذلك ولكن لا نملك المفتاح لنفتح به هذا الصندوق ولن يفتح هذا الصندوق إلا بعد مغادرتنا هذه الحياة لنجد كل ما أودعنا فيه من خير وشر دون أن ينقص الله منه مثقال ذرة
(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقل ذرة شراً يره)
ومع اشراقة شمس أول يوم من أيام العام الجديد نشكر الله إن أمد فى أعمارنا لكى نملى قلوبنا وأرواحنا بالحب وان نملا صفحات العام الجديد بحب الخير وعمله كل عام وانتم بخير

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;