بعد التحدي المصري لقرار ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس ومجابهة واشنطن دبلوماسياً في أروقة الأمم المتحدة وخلق رأي عام أممي ضد القرار بدأت واشنطن في تحريك وكلائها في المنطقة لرد الصفعة للقاهرة لتكوين حلفاً مضاداً ضد مصر يستهدف استقرارها وزعزعة أمنها القومي فكلفت السمسار والمتعهد التركي الأول والوكيل الحصري لها في المنطقة سلطان الأناضول الجديد الحالم بإعادة مجد الإمبراطورية العثمانية رجب طيب أردوغان بالتحرك ضد القاهرة.
ولم يكذب السمسار خبراً فزار السودان ومنحه نذيرها عمر البشير جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتتولى أنقرة إعادة تأهيلها وإدارتها علي حد قوله لفترة زمنية لم يفصح عنها بشكل فردي وشخصي من البشير دون موافقة برلمان أوإستشارة حكومة!!!
يعد ميناء سواكن هو الأقدم في السودان، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان، يبعد 60 كم إلى الشمال، ويستخدم لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة السعودي.
كان الميناء مقراً للحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
استخدم الباب العالي جزيرة سواكن مركزًا للبحرية العثمانية في البحر
الأحمر، ثم تنازل الباب العالي رسميًا عن سواكن في عام 1865 مقابل جزية سنوية قدرها 15 ألف جنيه مصري.
في عهد الخديوي إسماعيل ضمت مصر جزيرة سواكن بعد أن تعهد الخديوي إسماعيل بدفع مبلغ 7500 جنيه مصري لوالي جدة مقابل تنازل السلطان العثماني عن سواكن، وصدر فرمان عثماني بذلك في عام 1869.
قرار البشير بمنح جزيرة سواكن يزيد التوتر في المنطقة فلمً أنقرة تحديداً دون غيرها وهي لاتطل علي البحر الأحمر وليس لها مصالح فيه وإن كان البشير صادقاً بالفعل في منحه سواكن لأنقرة لإعادة تأهيلها وترميم آثارها فلمً لم يخاطب اليونيسكو مباشرة فهذا دورها؟
منح البشير الفرصة لأنقرة علي طبق من فضة للرد علي حلف القاهرة،أثينا، نيقوسيا فدائماً البشير يوجه بوصلته لأعداء القاهرة فلا أحد يستطيع أن ينسي موقفه في قضية سد النهضة ومناصرتة للجانب الأثيوبي وتأييده بقوة لبناء السد وكان ولايزال مدافعاً مستميتاً بل ملكياً أكثر من الملك( الجانب الأثيوبي) في بناء السد.
نسي البشير أو تناسي أن مصر ساندته عندما كان مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية ووقفت بقوة بجانب الشقيقة الخرطوم لرفع العقوبات الدولية عنها.
دأب البشير في كل أزماته السياسية والإقتصادية في السودان إثارة قضية حلايب وشلاتين كقميص عثمان وقتما شاء وكيفما شاء ضد القاهرة حتي يخرج من أزماته ونسي أوتناسي البشير أنه من أضاع أكثر من نصف السوادن بعد إنفصال جنوبه عن شماله ليفتح لنا البشير باباً من أبواب جهنم ونافذة كبيرة في الجنوب للإرهاب والميليشيات الإرهابية لإثارة القلق والإضرابات للسفن العابرة من وإلي قناة السويس ليوجه البشير سهماً مسموماً إلي خاصرة الأمة العربية وينضم رسمياً لمحور أنقرة-طهران-الدوحة ضد حلف القاهرة-الرياض-دبي.
في وقت تتكالب فيه علينا الأمم كما تتداعي الأكلة على قصعتها لنزداد تشرذماً علي تشرذم ووهناً علي وهن وعاشت وحدة وادي النيل يازول.