ماذا حدث لأبناء ادم فقد فاقت تصرفاتهم وجرائمهم حدود الإنسانية فأصبحت الرحمة لا مكان لها في قلوب البشر وأصبح الكذب والرياء والقتل وهتك العرض والسطو المسلح جرائم شبة يومية والغريب إن تجد الرحمة تمتلك قلوب بعض الحيوانات وتجدهم يدافعون عن بعضهم البعض ولا تجد الغدر لهم منهجا كبني البشر التي كادت الأرض تبتلعهم في جوفها مما يرتكبون من ذنوب والجرائم يندي لها الجبين وقلوبهم أصبحت اشد قسوة من الحجارة جعلتهم يلقون بأبنائهم فلذات أكبادهم في الشوارع والطرقات وداخل صناديق القمامة وهذا ما حدث بمدينة نصر الشهر الجاري عندما تلقت النجدة بلاغ من احد الأشخاص يفيد بوجود طفل رضيع ملقي بجوار سور احد المباني وتحركت الأجهزة الأمنية ووحدت الطفل الرضيع يصرخ باكيا من غدر أب وأم لا يعرفان الرحمة
فكيف لتلك الأم التي انعدمت بداخلها عاطفة الأمومة إن تلقي برضيعها في الطرقات كيف لهذه الأم التي لا تعرف عن الإنسانية شئ إن تفعل هذا الفعل المشين الذي لا يستطيع أكثر الحيوانات شراسة علي إن يفعله ويلقي برضيعة في الطرقات ولكن في هذا الزمان أصبحت الحيوانات تمتلك قلوبا تعرف الرحمة وأصبح بعض البشر لا تعرف قلوبهم إلا القسوة إلي إن وصل الأمر إن أفعال بعض البشر أزعجت أبناء الشيطان فبعد إن كان البشر يتعلمون من أبناء إبليس كيفية الخداع والغش أصبحوا يتعلمون من بني البشر احدث الأساليب في القتل وسفك الدماء وقسوة القلوب فكانت وظيفة احد أبناء إبليس إيذاء الناس و تخويفهم بالظهور لهم بهيئات حيوانات مخيفه أم اليوم لا حاجة لبني البشر إلي هذا الأسلوب القديم الذي لا يغني ولا يسمن من جوع فقد ابتكر بني البشر أساليب حديثة لإيذاء بعضهم البعض وأكاد ازعم اليوم انه أصبح أبناء الشيطان يخافون علي أنفسهم من بعض أفعال البشر
والأغرب من ذلك أننا نشكو من ضيق الرزق وعدم استجابة الدعاء ولم ننظر إلي أفعالنا التي تجعل السماء تمسك مائها عن بني البشر ولولا وجود الحيوانات لتوقفت الأرض عن إخراج النبات وجفت الأنهار من الماء فذنوبنا أصبحت تملئ الأرض فسادا ونريد إن يعم علينا الرخاء أهذا حديث من عقلاء