موهبة فنية كبيرة وصوت ناعم قوي دافئ أصيل يشبه لون وطينة مصر له حضور وجاذبية لاأحد يختلف عليه.
صوت خرج من تحت أسوار القلعة فصعد من القاع إلي القمة وفي غمضة عين دخل عالم الصالونات واحتك بصفوة نجوم الفن الذين نطلق عليهم كريمة المجتمع المصري.
شيرين عبدالوهاب التي غنت الأغنية الوطنية الشهيرة ماشربتش من نيلها تقتل أغنيتها بتصريح غبي وتدعي أن كل من يشرب من نيلها يصاب بالبلهاريسيا.
لاأدري ماعلاقة البلهاريسيا بالنيل هل لديها خلط بين النيل والترعة؟
الموهبة وحدها لاتكفي وجمال الصوت لايغفر السقطات المتكررة فكل موهبة ناجحة تحتاج لذكاء يديرها وإذا كان الفنان لايمتلك ذكاءاً فنياً فليبحث عن المتخصصين ليديروا له موهبته ليعلموه متي يتكلم ومتي يصمت وعندما يتكلم ماذا يقول وفي أي توقيت.
عمرو دياب أذكي فناني عصره يعرف متي يتكلم ومتي يصمت وينتهج سلوك شارل شابلن وأم كلثوم لاتتكلم ولاتثرثر دع فنك يتحدث عنك فنجده معتزلا للإعلام يركز في فنه فقط لذلك أضاف له صمته هالة من الغموض والبريق.
أما شيرين عبدالوهاب فهي بنت عصرها وزمانها لسان حال جيل يفتقد الهوية الثقافية والفنية جيل تربي علي موسيقي المهرجانات جيل يعتبر أوكا وأورتيجا وشحتة نموذجاً للفن الجيد ويتمايل علي خبط ورزع ضجيج موسيقاهم البهلوانية التي يجب أن تعزف في السيرك.
جيل تربي علي أغاني شعبان عبدالرحيم ولازمته الشهيرة (إييييييييه) والعنب العنب وبحبك ياحمار لسعد الصغير ويقتني أغانيهما ويصفهما بالمطربين الشعبيين ولاعزاء لمحمد قنديل ومحمد العزبي ومحمد رشدي وكارم محمود.
لاتذبحوا شيرين ولاتقطعوا رقبتها ولاتعلقوا لها المشانق والخوازيق فقط إسمعوا صوتها ولاتلقوا بالاً بهذيان أحاديثها وتصريحاتها ولاتتعاملوا معها كما كنتم تتعاملون مع أم كلثوم وفاتن حمامة وشادية ورواد زمن الفن ألجميل فكل إناء ينضح بما فيه وشيرين عبدالوهاب أحد المرايا الصادقة لعصرنا الحالي...