دقائق مع شروق الشمس،كانت عزبة الخمسين التابعة لقرية الجرايدة بمركز بيلا،والقري القريبة بها،قد سمعت بخبر العثور علي جثة محترقة مشوهة المعالم بجوار مصرف نمرة "4" أمام إحدي الأراضي الزراعية بذات الناحية،وحضر البعض ليعرف تفاصيل الخبر،ونظرًا لما يسمعونه من جرائم قتل في المحافظات المجاورة،إلا أنهم لم يتخيلوا أن تكون قريتهم مسرحًا لهذه الجريمة البشعة،وأن 24 ساعة من البحث والتحري كانت كفيلة لرجال مباحث كفر الشيخ في كشف النقاب عن أبشع جريمة شهدتها المحافظة.
فعلي طريقة الأغنية الشهيرة "مفيش صاحب بيتصاحب"، جاءت هذه القضية لتتحول كلمات الأغنية إلي واقع مرير،جريمة جديدة بطلها شاب ثلاثيني،رسم له الشيطان مخططه،وزين له طريق الشر،فدبر وخطط للتخلص من رفيق العمر وصديق الدرب،وارتكب جريمته دون شفقة أو رحمة،دون أي اعتبار لقيمة دينية أو أخلاقية،لينهى الصداقة بجريمة قتل.
(( مــسـرح الجــريـــمة ))
نجحت مباحث مركز بيلا بكفر الشيخ، في كشف غموض العثور على جثة مشوهة لشاب، ملقاة بجوار طريق ترابي علي مصرف نمرة "4" بأرض زراعية ناحية عزبة الخمسين التابعة لقرية الجرايدة بدائرة مركز بيلا،مصابًا ،مجردًا من ملابسه،حيث تبين أن وراء الواقعة،صديق المجنى عليه، قام بالاعتداء عليه بالعصا وقطعة حجر في انحاء متفرقة من الجسد ،ثم اشعل النيران بجثته لاخفاء معالم الجريمة،لوجود خلافات بينهما علي مبلغ مالي من متحصلات سرقة،وقيام شقيقة المجني عليه بالتحريض علي قتله لخلافات بينها وبين شقيقها علي الميراث.
وكان اللواء أحمد صالح،مدير أمن كفر الشيخ، تلقي إخطارًا من العميد محمد عمار،مدير إدارة البحث الجنائي،بورود بلاغ إلي مأمور مركز شرطة بيلا من أهالي عزبة الخمسين التابعة لقرية الجرايدة، بالعثور على جثة محترقة لذكر مجهول الهوية أسفل كوم قش أرز،ملقاة بجوارطريق ترابي علي مصرف نمرة "4"بأرض زراعية ناحية عزبة الخمسين التابعة لقرية الجرايدة دائرة المركز،ولا يوجد معه أي أوراق أو مستندات للاستدلال على شخصيته، وأنه يرجح وجود شبهة جنائية في وفاته
بالانتقال والفحص، وبمناظرة الجثة، تبين أن الجثة لشخص ذكر مجهول الهوية، غير معلوم عنه أي بيانات، يترواح عمرها مابين العقد الثالث إلي الرابع من العمر، ملقاة علي وجهها،متفحم ظهرها بالكامل،عدا الوجه والزراعين،ويوجد آثار جرح أعلي الحاجب،وعدم وجود مشط القدم اليسري،قمحي البشرة،وأسود الشعر ذو شارب أسود، يرتدي بنطلون بيج وقميص أخضر.( فـريـق بـحـث والتـوصـل لمـرتـكـب الـواقـعة )
تم وضع خطة بحث بإشراف العميد محمد عمار،مدير إدارة البحث الجنائي، أوكل تنفيذها إلي العميد محمد عبد الوهاب،رئيس مباحث المديرية،ضم العقيد توفيق جاد،رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول،والرائد علاء سكران، مفتش بفرع البحث الجنائي بالحامول،والرائد محمد عبد العزيز، رئيس مباحث مركز شرطة بيلا،ومعاونوه،لكشف ملابسات الواقعة.
قام فريق البحث بمعاينة موقع العثور علي الجثة فنيٍا بالاشتراك مع ضباط وخبراء الادلة الجنائية لمحاولة كشف غموض الواقعة مع نشر الجثة واوصافها وفحص حالات الغياب السابقة واللاحقة للواقعة،وبمضاهاة البصمات بقاعدة الحاسب الآلي بقطاع الأمن العام .
كشف فريق البحث أن القتيل يدعي "البسيونى.ع.أ.ا" 52 عامًا،حاصل علي معهد فني تجاري،ومقيم بقرية حاذق التابعة لدائرة مركز بيلا ،وتعرفت علي كلاً من : والدته "ف.ع.ا" 70 عامًا،ربة
وأثناء السير في إجراءات البحث، وردت معلومات لفريق البحث،الذي نجح في التوصل لمرتكب الواقعة خلال المدة التي حددها مدير المباحث،حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة "سعد.م.ا.ع" 29 عامًا،سائق توك توك،ومقيم ببندر بيلا،(سبق اتهامه في عدد 10 قضايا مابين :سرقة مسكن،سرقة وضرب،سلاح أبيض،سرقة توك توك،آخرهم القضية رقم 1443 جنح مركز بيلا لسنة 2013 "سرقة توك توك " )، وعقب تقنين الإجراءات، وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم، أمكن ضبطه.
كشفت التحريات أن المتهم عقد العزم،وأتصل بالمجنى عليه،وأبلغه بضرورة انهاء الخلافات بينهما ،ولم يتردد المجنى عليه في تلبية طلب صديقه،دون أن يدري أن القدر يخفي له شيئًا،ولم يعلم بأن نهايته سوف تكون علي يد صديقه.
كما تبين قيام المتهم باستدراج المجنى عليه،وتوجها إلي أحد المناطق النائية البعيدة عن المناطق السكنية،وعندما أتت اللحظة الحاسمة،وتأكد المتهم من خلو الطريق من المارة،تعدي بالضرب عليه بعصا في أنحاء متفرقة من الجسد،مما أدي لسقوط المجنى عليه مغشيًا عليه،ولم يكتفي بذلك،بل أحضر قطعة حجر مدبب وتعدي عليه مرة آخري بالضرب،حتى سالت الدماء من رأسه،وتوفي في الحال،وعندما تأكد من وفاتها،ثم أستولي علي متعلقاته وحافظة نقوده وهاتفه المحمول،وترك الجثة علي الأرض الزراعية بجوار المصرف المشار إليها في الواقعة،ولاذ بالفرار مستقلا التوك توك الخاص به.
وقبل وصول المتهم إلى منزله،أغواه شيطانه للعودة لمسرح الجريمة مرة آخري،حتى يقوم بالتخلص من الجثة وإخقاء معالمها ،حتى لايتم التوصل إلي هوية صاحب الجثة،وابعاد الشبهات عنه،قرر اشعال النيران في كومة من قش الأرز كانت بجوار الجثة،حتى تأكد أن ألسنة النيران التهمت الجثة،وعاد مرة آخري لمنزله معتقدًا أن مهمة تنفيذ جريمته تمت بنجاح وفي لمح البصر،حتى فوجئ برجال المباحث يلقون القبض عليه،ويضعون الأساور الحديدية في يديه،ليجد نفسه خلف أسوار السجن.
وبمواجهته خلال تحقيقات المباحث بما ورد من معلومات، وما أسفرت عنه التحريات، اعترف بارتكاب الواقعة، لوجود خلافات بينها وبين المجنى عليه علي متحصلات سرقة،وقيام شقيقة المجني عليه وتدعي "م.ع.أ.ا" 36 عاما،محامية،مقيمة بمدينة بيلا،بتحريضه علي قتل صديقه ،إثر وجود خلافات قديمة بينها وبين شقيقها " المجني عليه" علي الميراث.
وتُحرر المحضر رقم 6530 إداري مركز بيلا لسنة 2017،وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.