البحر يرفض التستر علي الجريمة أنت تريد وأنا أريد،والله يفعل مايريد،هكذا تقول الحكمة الشعبية القديمة،ففي جريمة اليوم،التي نتناول تفاصيلها أراد أحد الشباب قتل صديقه بعد اخفاء اداة الجريمة،تخلص منه بسيخ حديدي،والقي بجثمانه علي شواطئ البحر الأبيض المتوسط ظنًا منه أن الشاطئ سيبتلع الجثة ويخفي معالمها عقب تحللها،وتنتهي الجريمة دون أن تتوصل الأجهزة الأمنية للفاعل ،ولكن تأتي عدالة السماء علي غير توقعاته،وتكشف قوات حرس الحدود الجثة علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط والتي قامت بانتشاله،ويبلغوا المن التي نجحت في كشف هويته وحددت شخصيته،وتوصلت لقاتله وألقت القبض عليه بعد فريق بحث استمر عمله لمدة 8 ساعات متواصلين عقب وقوع الجريمة،حتي تمكن من ضبط المتهم الذي أحيل للنيابة العامة.
وكانت مباحث كفر الشيخ،قد نجحت في كشف غموض العثور على جثة شاب طافية علي مياه البحر الابيض المتوسط أمام قرية البنائين التابعة لدائرة مركز البرلس، وبه عدة طعنات في أماكن متفرقة من الجسد،وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة طالب باكاديمية الإسكندرية للمحاسبة، لوجود خلافات بينهما.
تلقي اللواء أحمد صالح، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من العميد محمد عمار،مدير إدارة البحث الجنائي ، يفيد بورود بلاغ من لمركز البرلس بالعثور على جثة طافية بمياه البحر المتوسط أمام قرية البنائين.
وبالانتقال والفحص ومناظرة الجثة، تبين أن الجثة لشخص ذكر مجهول الهوية، غير معلوم عنه أي بيانات في العقد الرابع من العمر، كما تبين وجود إصابات، عبارة عن عدة جروح بالرقبة من الناحية اليسري،وجرح بالبطن من الناحية اليسري،ويرتدي " شورت جينز طويل أزرق اللون،عاريًا من النصف العلوي،حافي القدمين،له ذقن محددة بدون شارب، وتبين انتشال الجثة بمعرفة قوات حرس الحدود بمركز البرلس،ولم يتعرف عليها أحد من أهالي المنطقة.
تم تشكيل فريق من البحث الجنائي تحت إشراف العميد محمد عمار،مدير إدارة البحث الجنائي ،ورئاسة العميد محمد عبد الوهاب،رئيس المباحث الجنائية،ضم العقيد توفيق جاد،رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول ،والرائد محمد أبو الخير، رئيس مباحث البرلس،لكشف ملابسات الواقعة وضبط مرتكبيها.
تم وضع خطة بحث كان من أهم بنودها،إعادة مناقشة المبلغ تفصيليًا عن ظروف وملابسات الواقعة،وحصر وفحص النوعيات الخطرة والمفرج عنهم حديثًا المشهور عنها ارتكاب مثل تلك الحوادث،وحصر وفحص البلاغات المماثلة بالمحافظات المجاورة للربط بينها وبين الواقعة محل الفحص وصولًا لتحديد الجناة.
بالإضافة إلي استهداف ذيول التشكيلات العصابية مرتكبى الحوادث المماثلة وتطوير مناقشتهم للربط بينهم وبين الواقعة محل الفحص،مع الاستعانة بالتقنيات الحديثة من خلال وحدة المساعدات الفنية بإدارة العمليات، وبتجنيد المصادر السرية للمد بالمعلومات،لتحديد شخصية المجنى عليه.
وأثناء السير فى إجراءات النشر،حضر كلًا من ،" ي.أ.أ" و" ي.ن.ا"مقيمان بقرية العنابرة بدائرة مركز البرلس،واللذان تعرفا علي الجثة ،وقررا أنها لشقيق الأول وإبن عم الثاني وأنه يدعي" ع.أ.ع" 28 عاما ،حلاق ، مقيم بذات العنوان.
المباحث تكشف مرتكبي الواقعة
كشفت تحريات فريق البحث أن وراء ارتكاب الواقعة "أ.م.م" 23 عامًا،طالب بأكاديمية الإسكندرية للإدارة والمحاسبة،مقيم بقرية السبايعة بمركز البرلس.
وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، وإستئذان النيابة العامة تم استهدافه وضبطه وبمواجهته اعترف بارتكابه للجريمة.
أعترافات المتهم
أكد المتهم أنه تعرف على المجني عليه منذ فترة وأنه عقد العزم وبيت النية على التخلص من المجني عليه،لوجود خلافات بينهما لارتباطهما بعلاقة شاذة ،وفي يوم الواقعة قام المتهم باستدراج المجني عليه،و قام بالتعدي عليه بالضرب بواسطة "سيخ حديد" كان بحوزته،أسفرت عن اصابته بالإصابات المشار إليها سابقًا،وقرر التخلص من الأداة المستخدمة في الجريمة بالقائها في مياه البحر الأبيض المتوسط،حتي يخفي معالم الجريمة،ولم يتخيل أن يصل إليه رجال الشرطة.
تحرر عن ذلك المحضر اللازم إرفاقاً بالمحضر الأصلي الذي حمل رقم 5277 إداري مركز البرلس لسنة 2017 لحين العرض على النيابة المختصة.