حط القارب على الشاطيء والكل يهلل وجدنا اليابسة الحمد لله لقد نجونا الفرحة ترتسم على وجوه الجميع وكلما رمى كل منهم نظرة أمامة اكتملت سعادتة وقال لنفسه..يا الله كل تلك الكنوز ملك لنا
كانت تلك هى نظرتهم الأولى لبلاد الشرق ولكن ماخفي لهم كان أعظم فاهل هذه البلد يتمتعون بالكرم وحسن الضيافة ويعشقون الغريب ويضعونه تاجًا على رؤسهم
هل عليهم أحدهم من بعيد يا ويلي من هؤلاء يا لطيف يارب ساخبر اهل المدينة يستعدوا لمقابلتهم وحسن استقبالهم
وليس غريب عليهم ذلك فهم اهل الجود والكرم
تجمع القريب والبعيد ينظر إلى هؤلاء الغرباء نظرة انبهار فالشعر كسلاسل الذهب والوجه الأبيض المضيء لعلهم من الصالحين فقد أنعم الله كل تلك النعم دون غيرهم
ذهبوا بهم إلى كبيرهم قام وانتفض من فراشه وحلف ألف يمين ان يجلسوا مكانه فهذا هو حسن استقبال الضيوف لديه ولكن لم يدرك أن هذا المكان طاب لكبيرهم
فجلس واعتدل وحلم بأن يكون الحاكم النهاي المالك الشرعي لكل تلك الخيرات
اعتدل كبيرهم ونظر عن يمينه وعن شماله وطلب كل ماطابت له نفسه لعله حاكم البلاد ولا عيب عليه فقد قام حاكمها برضاه
ولكن ذهب بعقله بعيدًا وسرح في ملكوت الله وما يدريني أن يرجع هذا الشيء ويطلب منى الرحيل لابد من فكر شديد وعقل سديد
وفي المساء تجمع هو وأهله في غرفت الملك المزخرفة بأجمل اللالىء والمجوهرات وقال لهم اليوم قد من الله علينا بالخيرات ماذا نحن فاعلون؟
نظر بعضهم لبعض في فرح واستحسان وقالوا نحن كنت على أعتاب الموت وليس لدينا ما نفقده سوف نقاتل من أجل البقاء والحياة الكريمة
ابتسم الكبير ابتسامه الذئب ولماذا نقاتل ونتعب نفسنا؟
هم من يقاتلون ويقتلون نفسهم بدهائنا ونحن نقتسم الغنائم في فرح وهدوء بل والأجمل من ذلك منهم من يقدم لنا الهديا ومنهم من يقطع رأس أخيه ويقدمها عربون محبه
انبهر الجميع لفكر الكبير وتعجبوا وكيف ذلك يا كبير؟
ومرت بعض أيام وكرم الضيافة مستمر فأهل المدينة ضيافتهم أربعون يوم
والضيوف بدؤا خطتهم بنجاح يتجولون في الأسواق ينتشرون هنا وهناك يتقربون للبعض ويدسون الفتن بين الناس بعضها البعض
ويعرضون المساعدة دون مقابل والكل يتعجب لطيب قلبهم وحسن عملهم فالأخ لا يعمل ذلك لاخوه فبدا الأخ يعتب على أخيه ثم يعاديه ثم يحل الغريب مكان اخيه تبدلت أحوال المدينة في أيام وفجأة ظهر السلاح وحل الخراب تقاتلوا على اهون الأسباب وخربوا بيوتهم بايديهم والعدو يجلس بينهم ينعم بخيرهم وكلما نادى فيهم رجل حكيم قتلوه بغبائهم وعدم أدركهم فالعقل مغيب بالكره والعداوه فقد بعدوا عن قول الله ...واعتصموا بحبل الله ...
وتذكروا مكاسب الدنيا وظلت مستعمرة الشرق مطمع لكل غريب فهذا طبعهم لا محالة الغريب قريب