سألنى الليل أين الرفاق وأين رحيق المنى والسنين وأين الشمس والنجوم وزقزقة العصافير وتغريد الطيور تناجيك عشقا وتسكب فى راحتيك الحنين وأين النسيم وقد هام شوقا بعطر من الهمس الدفين لا يستكين وأين هواك بدرب الحيارى يتيه اختيالا على العاشقين فقلت أتسالنى عن الزمان يمزق حبا أبى إن يلين وساءلت دهرى أين الأماني ضاعت مع السنين فقالت توارت مع الراحلين ولم يبقى شيء سوى أغنيات وأطياف لحن شجى الرنين وحدقت فى الكأس أين الرفاق فقالت تعبت من السالين ففى كل يوم طيور تغنى وزهر يناجى ونجم حزين ودار تسألني مقالتها متى سيعود صفاء السنين وفوق للنوافذ أشلاء عطر ينام حزينا على الياسمين ثيابك فى البيت تبكى عليك ويعيش الحنين وعطرك فى كل ركن ودرب وقد عاش بعدك مثل السجين ويسألني الشعر هل صرت كهلا فقلت توارى عبير الشباب فقال بحزن أريدك حبا وشوقا يطير بنا للسحاب أريدك طيرا على كل روض أريدك زهرا على كل باب أريدك خمرا بكاس الزمان فقد يسكر الدهر فينا العذاب أريدك لحنا شجى المعانى ولو عشت تجرى وراء السراب أريدك لليوم دع ما تولى ودعك من النبش بين التراب وعطر يطير بين الأفق تعلو الأغاني العذب روح السنين مع قلب دفين