سينما القرآن......وسينما السكران

سينما القرآن......وسينما السكران

 

حتى لايلومنى البعض على وضع مصطلح سكران بجوار كلمة القران .. اذكر نفسي واياكم بان مصطلح سكران ورد فى عدة ايات فى القران الكريم فمنها مثلا فى سورة الحج "يَوْمَ تَرَوْنَهَاتَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى 
ٰوَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "(2).. وكذلك فى سورة النساء "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا "(43) ..

والحقيقه اننى لم اجد تعبير ادق من وصفها بسينما السكران لاطلقه على  سينما هذا الزمان والتى تتباهى بشخصيه البلطجى السكران فاقد الوعى بل ويجتهد اغلب النجوم فى اعادة تقديم نفس الشخصيه بنفس الحركات والسمات المقززه وكانه اختبار يمر عليه صفوة النجوم الشباب مثل عمرو سعد  وامير كراره و محمود عبد المغنى واحمد السقا وعلى راسهم بالطبع محمد رمضان والذى يتلخص تاريخه السينمائى فى تقديم شخصيه واحده لعدة افلام مع اختلاف اسم الفيلم فقط وغيرهم كثيرون وكانهم ينتظرون التكريم عن  "صاحب افضل دور بلطجى  " والادهى ان مجتماعتنا تتهافت على هذه النوعيه من الافلام وتصنع من البلطجى قدوه يقتدى بها الشباب ويتحول مجسدها الى نجم كبير يستعان برأيه فى حل مشاكل الشباب ويكون هو من ينصحهم فى نفس الوقت بأن يقلعوا عن العادات السيئه مثل الادمان او غيرها.. يا الله .. ما هذا الكم من التناقض .. نحن فى عصر فاقد الشئ هو الوحيد الذى يعطيه .. ولاحول ولا قوة الا بالله .. وحتى لانظلم النجوم فقط من اصحاب ادوار السكارى .. فانا اعتبر ان كل من يشترك فى مثل هذه الاعمال فاقد للوعى وسكران بدا من المنتج  والذى اعتبرا زعيم هذه الاعمال الفاسده مرورا بالمغلوب على امره المخرج ثم الفنانين الباحثين عن لقمة العيش دون النظر للمقابل ..  بل وكل من تحمل تترات هذه الاعمال اسمائهم لانهم ببساطه شديده لايعوا خطورة مايقدمونه لمجتمعهم بل وما سيتركونه للاجيال القادمه بعد عمر مديد كذكرى يذكرهم بها التاريخ رغم  اننى لا اتوقع ان تصبح هذه الاعمال تراث فى يوما من الايام .. وبمناسبة التراث واعمال زمن الفن الجميل .. والتى تعتبر هى سبب كتابتى لهذا المقال .. فنظرا لاننى لا ارتوى من مشاهدة اعمال سينما الزمن الراقى والتى لم تترك قضيه الا وطرحتها ببراعه متناهيه رغم قلة الامكانيات مقارنة بهذا الزمان .. فلم يخلوا عمل من طرح الجانب السلبى والايجابى معا ولكن دائما كان الجانب الايجابى هو المننتصر ولذلك كان هو ما يعلق فى اذهان المشاهدين رغم ان الجانب السلبى المتمثل فى الشر على شاكلة شخصية رئيس عصابه او قاتل او مجرم او بلطجى او سفاح كان يجسدها كبار النجوم مثل عادل ادهم وفريد شوقى ومحمود المليجى وتوفيق الدقن ولكن دائما كانت تنتهى الاعمال بمعاقبتهم والقصاص منهم وانتصار الخيرفى سينما الحكمه والموعظه .. ودعونى اتسائل اين سينما القران والمواعظ  !؟ فاغلب اعمال زمن الفن الراقى كانت تنتهى او تبدا بايه من القران الكريم او  حكمه او موعظه وكأنها حدوته تحكى للمجتمع ليعتبر منها ويستمتع بالنصيحه الغير مباشره .. فالقصه هى افضل سبل الدعوه والمعرفه وهو ما خاطبنا به المولى عز وجل فى كتابه الكريم .. فإن تأملت القران الكريم وطرحه للموعظه اغلبها جاء على شكل قصص قرآنيه ممتعه مليئه بالحكم والمواعظ المفيده لابن ادم على مر العصور فيقول المولى عز وجل لنبيه محمد صلوات ربى عليه وسلامه فى كتابه الكريم " فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦ الأعراف﴾نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴿﴿٣يوسف﴾ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ﴿﴿١٦٤النساء﴾ تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْأَنْبَائِهَا ﴿١٠١ الأعراف﴾َٰ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْك َمِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴿﴿١٢٠هود﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١١١ يوسف﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْك َنَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ﴿١٣ الكهف﴾ ... والعديد  من الايات الاخرى التى تؤكد على اهمية القصه المطروحه على ابن ادم ومافيها من دعوه للمتلقى وعبره واقتداء وعلى سبيل المثال لاعمال زمن الفن المهذب والراقى اذكر فيلم العار للكاتب الراحل محمود ابو زيد والمخرج علي عبد  الخالق والذى انهى الفيلم بالايات الكريمه "﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَافُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾[ سورة الشمس الآيات : 7-8] .. وايضا فيلم جرى  الوحوش لنفس المخرج والمؤلف والذى اختتمه بالايه الكريمه " ( ومن يبدلنعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب ( 211 ) سورة البقره"  ولم  يقتصر الامر على ايات قرآنيه ففى فيلم الكيف اختتمه نفس المؤلف والمخرج باعظم ماقاله امير الشعراء احمد شوقى ”إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همذهبت أخلاقهم ذهبوا” وحتى فى افلام الرعب مثل فيلم " الجن والانس " للمخرج محمد راضى والمؤلف محمد عثمان والذى بدا الفيلم بقوله تعالى ".(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ56سورة الذاريات " ..  ومن هذا المنطلق  اتسائل .. هل السينما مراة المجتمع ام العكس .. فى الحقيقه انا ارى ان السينماهى الداعم الرئيسى لسلوك افراد المجتمع.. بدليل انك اذا نزلت الى الشوارع ستجد اغلب الشباب الان على شاكلة عبده موته شكلا ومضمونا .. واذا عدنا بالزمن للوراء سنتذكر قصة الشعر "كابوريا " للراحل احمد زكى .. وان عدنا للوراء سنجد المنحرف ابن البلد الجدع المتمثل فى حنفى الاوبهه وغيره للفنان عادل امام .. وهكذا .. فانا لا انكر ان اى مجتمع به الشر والخير وبه الجيد والسئ ولكن عندما ااخذ على عاتقى مسؤوليه طرح نماذج من المجتمع لابد وان اطرحها بكل مصدقيه مفترضا بها معاقبة المخطئ ومكافاة الصائب .. كما نفعل جميعنا عندما نقص على ابنائنا قصة قبل النوم .. دائما نختار قصص وحكايات ايجابيه تنتصر للخير على الشر .. ومن هنا اخاطب اولى الالباباى اصحاب العقول بان يعتبروا ابناء الوطن مثل ابنائهم ويقصوا علينا قصص ايجابيه .. فعلى سبيل المثال ان اردت ان اطرح لظاهرة التدخين فى عمل سينمائى يمكن ان اطرحها من ناحية انها اكثر السلع مبيعات وانها تعتبر جزا من الدخل القومى لما تسدده للضرائب ويمكن اطرها على انها اسوا عاده ابتلى بها الانسان منذ بدا الخليقه وانها ضاره بككل المقاييس سواء على المستوى المادى او المعنوى .. واختتم مقالى بالتوسل للقائمين على هذه الاعمال وكذلك المراقبين لها ومن بيدهم الامر لمنع هذه الافلام .. ارحموا ابنائنا ..امنعوا هذه الكوارث ممتدة الضرر .. تذكروا يوما لاينفع فيه مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم .. امتعوا عقولنا باعمال ترتقى بمكانة مصر فى العالم .. كونوا قدوه حسنه للاجيال القادمه .. حافظوا على هوليود الشرق .. كونوا منبر المعرفه والثقافه والمتعه .. ابحثوا عن المعنى الحقيقي لكلمة فن وطبقوه .. فالدال على الخير كفاعله .. وكل اناء ينضح بما فيه .

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;