صلاح الدين الأيوبي في ميزان يوسف زيدان

صلاح الدين الأيوبي في ميزان يوسف زيدان

كتب منذ قليل على حسابه الشخصي الكاتب الكبير يوسف زيدان وتحليله لفترة صلاح الدين
 إجابة السؤال الثاني عشر :

عندما أدرك صلاح الدين الأيوبي أن سيده "السلطان نور الدين" غضب عليه لعصيانه الأوامر بالزحف لحصار الصليبيين و طردهم من بلاد الإسلام ، و لأن صلاح الدين ترك المهام القتالية التي أرسله السلطان إلى مصر لأدائها ، فتركها و استولي على السلطة وجعل مصر مملكةً له و لأسرته الأيوبية ، بعد غدره بحاكمها الشاب "الخليفة الفاطمي ، العاضد لدين الله" . . و حسبما ذكر ابنُ الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" و المقريزي في كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك" : عرف صلاحُ الدين أن السلطان قادمٌ إلى مصر و معه جيشُ الإسلام ، لمعاقبة صلاح الدين الذي لن يستطيع الانتصار على السلطان و جيشه ، بهؤلاء المماليك " الغُز و الشركس" الذين جمعهم حوله بعد استيلائه على حكم مصر . هنا ، فكّر صلاح الدين في إيجاد أرضٍ أخرى يجعلها مملكةً له و لأسرته ، إذا ما انهزم أمام السلطان نور الدين . فبعث عساكره بقيادة أخيه "توران شاه" المعروف بقسوته و غدره . . وهي صفةٌ في الأيوبيين كما سيظهر لنا في الأسئلة القادمة ( سميُّه ، ابن أخيه ، قتله مماليك و عسكر الأيوبيين سنة 648 خشية غدره بهم ، و كان علي رأس قاتليه : بيبرس ، قلاوون ، أقطاي ، شجر الدر)

يقول مؤرخونا الكبار : ذهب توران شاه بعسكر صلاح الدين إلى "النوبة" أولاً ، فنهبها و عذّب حاكمها و زوجته حتي حصل على كل الثروات الممكنة ، و جلب عبيداً كثيرين من هناك ، مع أن النوبة كانت قد دخلت إلى الإسلام قبل قرنين من الزمان . . غير أنه وجد النوبة بلاداً فقيرة ، و غير حصينة ، و لن تصلح مملكةً منيعة لصلاح الدين تحميه من غضب السلطان نور الدين .

ذهب توران شاه إلى اليمن ، المسلمة منذ فجر الإسلام ، فنهب مدنها الكبيرة مثل عدن و زبيد . . و كاد يستقر بها لولا أن الأخبار جاءت بوفاة السلطان نور الدين ، فجأة ، و بأن صلاح الدين زحف بسبعمائة مملوكٍ مقاتل ، للاستيلاء على دمشق و حلب اللتين كانتا عاصمتين لدولة السلطان نور الدين . . فعاد توران شاه ، بسرعة ، و معه الغنائم المنهوبة من ديار الإسلام ، و كثير من الرجال ليكونوا عبيداً للأيوبيين ، و النساء ليكنّ إماءً مستباحات . . هذه قصة الغزو الأيوبي للنوبة و لليمن ، كما رواها مؤرخونا المشهورون ، السُّنّة ، المحايدون .

فهل يصح ، يا قوم ، أن يكون هؤلاء هم أبطالنا !

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

عاجل

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;