تحذير «داعش» للمسلمين بضرورة الابتعاد عن الكنائس والمنشآت الشرطية والتابعة للجيش، لم تبال به «أم سيد» وهى تحمل الطشت فوق رأسها متجهة به إلى حيث تبيعه قرب قسم الشرطة، اعتبرته «كلام خايب من ناس خايبة»، ففى كل مكان داخل المربعات السكنية الضيقة إما كنيسة أو منشأة أمنية، وفى كل أوقات الشدائد لا تجد هذه المنشآت من يحميها إلا المصريين.
إبراهيم: «بيخوفوا شعب بيتفرج على فك القنبلة»
شارع ضيق صغير يمينه مستشفى للتأمين الصحى، ويساره مقابر، فيما يحتل قسم شبرا الخيمة ناصيته، وبين الثلاثة عشرات الباعة الذين يأتون إلى المكان يومياً، بحيث لا يخلو الشارع منهم صباحاً أو مساء، تحيط بهم عشرات المبانى السكنية، تشير أم سيد بيدها إلى زملائها من الباعة: «نبعد عن إيه ولا إيه، ده كل مكان فيه جهاز حكومى وكل حتة فيها كنيسة، دول عالم خايبة وكلامهم أهبل زيهم»، تجيد السيدة البسيطة فهم منطق الأشياء والتعبير هنا، تقولها واضحة: «مفيش فصال، يا احنا يا هما.. وأكيد احنا الباقيين»، تبيع «أم سيد» الفطير ولا تكترث لمثل هذه التهديدات، يراقبها إبراهيم محمود، الذى يملك كشكاً ملاصقاً للقسم، متابعاً: «يعنى الست دى مش خايفة وانا اللى هخاف؟.. داعش دى عالم ساذجة ومايعرفوش طبيعة المصرى.. إحنا اللى بنتلم عشان نتفرج على فك القنبلة»، حديثه الضاحك لم يمنع عبدالرحمن سيد من تذكر تلك الأيام التى أعقبت ثورة يناير، حين كانت الكنائس فى حماية المسلمين قبل المسيحيين، مشيراً إلى أن بيته يقع بين مسجد وكنيسة: «دى محاولة لتخويفنا وإفزاعنا، بس فى الآخر كلنا بنقف صف واحد قدام أى مشكلة، وساعة 30 يونيو عملنا زى خدمة قدام الكنيسة والجامع للحماية من أى خطر»، ثم يبتسم الشاب قائلاً: «مصر كلها أوضة وصالة أساساً».