قالوا في الأمثال وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة وأنك إذا علمت بنتا فقد علمت أمة. نعم هي المرأة، ذلك المخلوق الشفاف، الكائن الملئ بالمبادئ ، والكرامة و الكبرياء ، والعزة والشموخ، وكلها صفات ثقيلة المعاني والمضمون ؛ لكن من يتعمق في داخلها وينظر إلي أعماقها يجدها الأم والأخت والزوجة، التي تستطيع تحمل مصائب الدهر وما يعتريك من بلاء أنت أيضا أيها الزوج؛ في غضبك وثوراتك، ولا يمكن لأحد أن ينكر الدور العظيم للمرأة في الحياة، فلا يجب أن نهمش دورها كثيرين هم من يحاولون استغلال المرأة، لما عرفت عليه من طيبة وفرط في المشاعر وهيمنة العاطفة لا المنطق عليها؛ فهذه الصفات الراقية التي ميزها الله بها عن الرجل
ومحاولة إلغاء دورها وكيانها وشخصيتها بالضغط على أمر العاطفة وتحت مسمى: أنا زوج، أنت أم ، دورك تربية الأولاد عذرًا.. أوخلقت المرأة لهذا فقط، أوهذا هو كل دورها في الحياة؟
بالطبع لا، إن الله كفل لها حق الحرية والمساواة والعدل وإبداء الرأي تمامًا كما كفله للرجل والدليل من السنة قول الحبيب صلي الله عليه وسلم " النساء شقائق الرجال لهن ما لهم وعليهن ما عليهم" وهذا أكبر دليل علي حق المساواة
الله الذي كرمها وأناط بها دور عظيم وبوأها مكانة رفيعة فقد سميت إحدى سور القرآن باسم "النساء" وسميت أخري باسم "مريم "فكيف لكائن مُكرَّم من رب العباد أن يُعامل هذه المعاملة ويترك كأي حيوان لا قيمة له .
وأقول لمن لا زال بعده يتشبث في مثل هذه الأفكار، انتهي عصر الجاهلية والجواري وانتهي عهد سي السيد ومعاملتة لزوجتة كامراة زليلة لا قيمة لها ،وبات للمرأة أعمال يفتخر بها فمن العظيمات سميرة موسي شهيدة العلم ،ونبوية موسي ،وصفية زغلول المرأة المناضلة فهؤلأء الحرائر ومثلهن كُثر استطعن حفر اسمائهن ونقشهاالتاريخ وكن قدوة ومثل لمن بعدهن من النساء .
فكيف بعد كل هذا يتثني لك أنت أيها الرجل أن تعاملها لهذا السوء وبهذه الوحشية وهي من وصي بها رسولنا الكريم: استوصوا بالنساء خيرا ، "ورفقا بالقوارير" فالمرأة هي مرآة الحياة فهي الماضي والحاضر وبدونها لن نري المستقبل فهي صانعة الرجال والأمجاد فهي من تضع البذرة الصغيرة وترويها مبادئ وأخلاق وشيم صالحة وتنتظر لتراها في أخلاقك وأنت رجل.
واخيرا فاحذر من التعامل مع هذا الكائن الحساس فإنك إن أكرمتها رفعتك السماء وإن أهنتها فلن تري إلا جحيمها فاحرص علي أن تنال احترامها.