في ذكرى استشهاده ٢٥رجب الموافق ٢٠١٧/٤/٢٣
الحديث عن موسى الكاظم عليه السلام طويل الباع ، ولعل الكتاب والمؤرخين والعلماء والمهتمين كتبوا وقالوا وحاضروا ، وان طالت ، فبحقه تقصر الكلمات ، وتجف المحابر فلاقلم يروي صفحة ولا يد تلم كتاب ولافكر يلم حدث ، ولا خطيب يلم حديث ، ولعلني رأيت ان اذكر في يوم استشهاده كلمة كتبها وهو في السجن ، تعدت الازمنة ، واختصرت كل كلام ، لا اعتقد ان من يسمعها ، لا يحس إلا انها تهدفه ، او تعنيه ، او تسانده ، وتقويه ، كلمة فصلّت تاريخ الانسانية كما فصلها من قبله جده علي بن ابي طالب عليه السلام بقوله : الغالب بالشر مغلوب .
لربما تفصيل لهذه الكلمة ولربما توضيح لكل حاكم ومحكوم ، في حاكم رخاء نفسه وعائلته في كل يوم يقضيه تعاسة انسان محكوم ، قد لايكون في السجن وحسب لان الامام موسى الكاظم عليه السلام اوسع من ان يضيّق المفردة ويجيرها لنفسه ولزمنه او لنفسها وزمانها ، فلعل التاجر يترفه بالاحتكار والفقير يتلوى بالجوع ولعل المعلم يترفه بالراتب والتلميذ يعم بالجهل ولعل الطبيب يترفه بالاموال والمريض يتوجع وهكذا تشمل كل مرافق الحياة وكل يوم ينقضي ينقضي معه ضدان سعادة عند حاكم وشقاء عند محكوم ، وهذه الايام وان طالت فانها قصيرة ، ولها نهاية ، وفي اليوم الطويل الذي لا انقضاء له ، ستنقلب الايام عكسا لكنها شديدة وطويلة يترفه بها المحكوم ويتعذب بها الحاكم الى مالا نهاية ...
والآن سأترككم مع رسالة الامام موسى الكاظم عليه السلام الى هارون الرشيد ((لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك معه يوم من الرخاء، ونمضي معا الى يوم ليس له انقضاء لا يخسر فيه إلا المبطلون))