هناك كثيرون نراهم في كل مكان حولنا ممن تمتلئ وجوههم بالفرحة والبهجة وتفيض مشاعرهم بالأمل وبحب الحياة , يتحركون ويتواصلون ويتفاعلون مع كل من تضعهم الأقدار في طريقهم باحثين عن السعادة التي يتمنونها لأنفسهم ولأحبابهم . الحياة هي شاغلهم بكل أفراحها وأحزانها يعيشون لها ومن أجلها , وبهؤلاء الناس تعمر المجتمعات وتتقدم .
وهناك آخرون لا نراهم , ولا نعرفهم , من أعداء الانسانية والحياة , يختبئون في أوكارهم لا يشغلهم سوي قتل الآخرين وترويعهم وزرع الرعب في قلوبهم , وانتزاع الفرحة من علي وجوههم , وتحويل حياتهم الي سرادقات عزاء ومآتم كبيرة لا يفارقها الحزن علي الأحباب الذين غابوا من دنيانا بغير ذنب ارتكبوه . وهذه هي كل رسالتهم في الحياة لا يعرفون شيئا آخر غيرها . والكارثة هي أنهم يفعلون كل ذلك باسم الدين .
هؤلاء موجودون , وهم الغالبية العظمي من الناس والأسوياء من البشر , وهؤلاء أيضا موجودون , وهم شراذم شاذة وقلة من البشر ويحملون في داخلهم طاقة من الشر بلا حدود . ولو أنهم وزعوها علي العالم كله لكفته .
وبين الأسوياء والطيبين والخيرين من البشر وهم الأغلبية الساحقة , والحثالات الشريرة التي خلقها الله لحكمة لا ندريها ولا نعلمها , علينا أن نعيش الواقع بكل مراراته , ونتحمل الألم بكل عذاباته , داعين الله بالرحمة لمن قضوا ولمن بقوا .