الحماية الوقائية للأمن الفكري

الحماية الوقائية للأمن الفكري

 يعرف البعض الحماية الوقائية على أنها هي "عبارة عن إجراء مخطط يتم اتخاذه موقف التوقع لمشكلة أو مضاعفات متعلقة بظرف واقع بالفعل بهدف الحيلولة بشكل كامل أو جزئي دون حدوث المشكلة أو المضافات أو كليهما
 ومن جانبي أعرف الحماية الوقائية للأمن الفكري بأنها هي: "السياسة التي تبحث في ماهية لأمن الفكري ومعوقاته والتدابير المانعة الواجبة الالتجاء إليها للحيلولة دون انتشار الانحلال الفكري والعمل على إزالة معوقات الأمن الفكري في المجتمع المصري".
 ومن ثم نجد أن المكافحة الوقائية للانحلال الفكري يتحقق عن طريق معرفة البواعث أو العوامل التي تساعد على انتشاره في المجتمع والعمل على إزالتها بهدف الحيلولة دون انتشار الفكر المتطرف، وحماية الفكر الوسطي من الإخلال به من الجماعات المتطرفة التي تقوم بنشر فكرها الهدام في عقول الشباب بقصد افضرار بالمجتمع وأمنه واستقراره.
 وعلى هذا فإنه يجب على الدولة بجميع مؤسساتها العلمية والأكاديمية والسياسية أن تكثف جهودها بإعداد الدراسات وتحليل ظاهرة الإخلال بالأمن الفكري وعقد الندوات والمؤتمرات لمناقشة هذه الظاهرة وكيفية مكافحتها على كل المستويات المحلية والإليمية والدولية
 ومن جانبنا نرى ضرورة وقوف مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بجانب الدولة لتحقيق المكافحة الوقائية لاختلال الأمن الفكري، ومنع وقوعه أو تكراره في المستقبل وذلك عن طريق دراسة أسبابه والعمل على القضاء عليها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهذا ما يتحقق عن طريق الديمقراطية والحرية للمواطنين والعدالة الاجتماعية وتحقيق حياة أفضل بالقضاء على الفقر.
 وتتحقق المكافحة الوقائية لاختلال الأمن الفكري أيضاً عن طريق المؤسسات الدينية التي يكون لها عظيم الأثر في مكافحة اختلال الأمن الفكري من خلال الإفتاء والوعظ والإرشاد والدعوى.
 وعلى هذا فتحقيق الأمن الفكري عن طريق التوعية الإسلامية الرشيدة التي تقوم على الوسطية والاعتدال، وللمجتمع دور مهم في تقديم المكافحة والعلاج لمرض الاختلال الفكري ولا يتحقق ذلك إلا بثقافة إسلامية قويمة.
 فالشريعة الإسلامية قد سبقت القوانين الوضعية في مكافحة الاختلال الفكري قبل وقوعه، وذلك عن طريق التربية على الفضيلة ومكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره من أقوى الركائز التربوية في المجتمعات الإسلامية والعربية.
 كما تتحقق المكافحة الوقائية عن طريق التعاون بين أفراد المجتمع مع بعضهم البعض أو مع الدول، أو بتعاون الدول مع بعضها البعض للقضاء على هذه الجريمة، وهذا ما حث عليه الإسلام في قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
 كما تتحقق مكافحة التطرف الفكري وقائياً عن طريق باب الحوار عن طريق الإعلام سواء كان مرئياً أو مسموعاً، فقد يترتب على ذلك عودة بعض أصحاب الفكر المتطرف إلى جادة الصواب.

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;