كتبت : شيماء فايد
اعرب الكاتب الصحفى مصطفى حمزة ان التفجيرات ستتكرر ، وأطالب السيسي بإنشاء المعهد القومي لمكافحة التطرف
واضاف الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة، إن تفجيرات الكنائس التي وقعت اليوم الأحد جاءت للرد على سيطرة القوات المسلحة على جبل الحلال الذي كان مرتعًا وملاذًا آمنًا للعناصر الإرهابية المتشددة، مشيرًا إلى أن استراتيجية تنظيم «داعش» الإرهابي تهدف إلى تنفيذ موجة من العمليات ضد منشآت حيوية ضعيفة التأمين متباعدة عن بعضها
ليجبر قوات الأمن على الانتشار في طول البلاد وعرضها لتأمين هذه المنشآت، مما يؤثر على تمركز قوات التأمين المتواجدة في سيناء والتي ربما يستعان بها لمساعدة قوات الشرطة في تأمين 2626 كنيسة في مختلف المحافظات.
وأكد في بيان له اليوم أن تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر الماضي قد أعطى الضوء الأخضر لعناصر التنظيم وذئابه المنفردة في مصر باستهداف كافة المسيحيين، لا سيما مع عدم اعتراف هذه التنظيمات بأن المسيحيين في مصر أهل ذمة وأمان، بسبب تكفيرهم للرئيس السيسي الذي يمنحهم هذا الأمان باعتباره "ولي الأمر"، ويزيد من إصرار التنظيم على تكرار مثل هذه العمليات ما تلقاه من تغطية إعلامية هائلة، مثلما حدث في تفجير البطرسية،
بالإضافة إلى إشعار المسيحيين بأن الدولة عاجرة عن الدفاع عنهم وحمايتهم وتأمينهم، مما يجعلهم يتحولون إلى الصفوف الغاضبة المعارضة للرئيس –حسب ما يعتقد تنظيم داعش.
وأشار حمزة إلى أن «داعش» يتغذى على الطائفية، ويسعى لإشعالها في مصر، وخلق بيئة مواتيه لها، ليعوض خسارئره في سيناء، وفشله في تحويلها لمنطقة توحش وصراع، على الرغم من كل المحاولات التي يقوم بها لإرباك الأجهزة الأمنية هناك، واستنزافها في مواجهات عشوائية، مؤكدًا أن مخطط الطائفية سيفشل بسبب طبيعة النسيج المصري الوطني وتركيبته، التي تختلف عن دول أخرى تضم عرقيات طائفية وإثنيات يمكن استغلالها لمصلحة التنظيم مثلما حدث في سوريا والعراق.
وأوضح، أن «داعش» يصف المسيحيين في مصر وغيرها بـ"الصليبيين" الذين يجب قتالهم و"النكاية" فيهم، لبث الرعب في نفوسهم، لافتًا النظر إلى أن التنظيم يحقق من استهداف المسيحيين عدة أهداف، أولها زعزعة الأمن والاستقرار، وإرباك الأجهزة الأمنية، وبث الفتنة الطائفية، وإحراج النظام السياسي، واستعداء الخارج والدول الغربية عليه، بحجة حماية الأقليات في مصر،
حتى تدخل الدولة المصرية في حالة صراع مع هذه الدول، ممايؤدي لإضعاف النظام المصري، تمهيدًا لإدخاله أو جره للدخول في مرحلة "شوكة النكاية والتوحش" حسب خطة «داعش» الفاشلة.
وطالب مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة استصدار قرار جمهوري بإنشاء المعهد القومي لمكافحة التطرف والإرهاب، بحيث يتناول الظاهرة من جميع جوانبها، من خلال علماء الاجتماع والنفس والاقتصاد والسياسة، وخبراء الإرهاب والجماعات المتطرفة، وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي، مشددًا أن الحاجة لوجود هذا المعهد أصبحت ماسة جدًا مع تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في الفترة الأخيرة، والتي من المتوقع أن تستمر فترات قادمة –على حد قوله.