ألقى الداعية الإسلامى " كمال بكير " خطبة الجمعة بمسجد السكينة بمدينة القصير ، حيث حث المصلين بضرورة الإلتزام بالتقوى و مراقبة الله .
كما أكد خطيب الجمعة ، إن إيمانَ العبدِ بأن اللهَ يراه ويطَّلعُ على سرِّه وعلانيتِه وباطنِه وظاهرِه، وأنه لا يخفى عليه شيءٌ من أمرِه من أعظمِ أسبابِ تركِ المعاصي الظاهرةِ والباطنةِ؛ وإنما يسرِفُ الإنسانُ على نفسِه بالمعاصي والذنوبِ إذا غفلَ عن هذا الأمرِ؛ مستشهداً بقول الله تعالى ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكم ظنُّكُم الذِي ظَنَنتم بِربِّكُم أَرْداكُم فَأَصْبَحْتُم من الخاسِرِين).
و وجه خطيب الجمعة للمصلين، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ في السرِّ والعلنِ، وإياكم وانتهاكَ محارمِ اللهِ في الخلواتِ ، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واخْشَوْه في الغيبِ والشهادةِ.
و بشر خطيب الجمعة المصلين بأن اللهَ قد أعدَّ لمن راقبَهُ وخَشِيَه أجْراً عظيماً، فقال سبحانه:﴿جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) ، كما ذكر الخطيب بحديث رسولنا الكريم " ص " ، " لأعلَمَنَّ أقواماً من أُمَّتي يأتون يومَ القيامةِ بحَسَنَاتٍ أمثالِ جبالِ تهامةَ بيضاً، فيجعلُها الله- عز وجل- هباءً منثوراً" قال ثوبان: يا رسولَ الله صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا ألا نكونَ منهم ونحن لا نعلم قال: " أما إنهم إخوانُكم ومن جِلْدَتِكم ويأخُذُون من الليلِ ما تأخُذُون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها.
و قال الخطيب ، فسبحانَ من بنفحاتِ فضلِه اتَّسَعَت القُلوبُ للإيمانِ وانشَرَحَتْ، ومن بحُسنِ هدايتِه وتوفيقِه انجلت عن القلوبِ ظلماتُ الجهلِ وانقشَعَت، ونعوذُ به جلَّ وعلا من خزيِ الدُّنيا والآخرةِ، فلما سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن الإحسانِ قال: "أن تعبدَ اللهَ كأنَّك تراه، فإن لم تكنْ تراه فإنه يَراك" .
و قال خطيب الجمعة حديث رسولنا الكريم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ".
و أختتم خطيب الجمعة داعياً الله اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا، اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام والمسلمين، وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.