خطوات قليلة تقربها إلي حياة جديدة، تنظر مرآتها وتري أنها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تقلد والدتها، فتارة تلبس حذاؤها ذو الكعب العالي فتنكفئ أرضا فتلتقطها والدتها وهي تربت علي كتفها ضاحكه تمسح لها دمعتها ، وآخري تدهن شفتاها وما حولها بأحمر الشفاه فتلطخ وجهها البرئ وتتسخ يداها فتمسحهما بملابسها في محاولة لتصحيح ما أفسدته لكنها تخفق.
أما الآن وقد صارت علي أعتاب حياة جديدة يمنحها لها الزواج فستصبح هي الأم والزوجه وعليها أن تحسن أفعالها وتتحمل نتائجها.
تنظر إلى مرآتها مرة أخري ، تغض الطرف عن حمرة تشكلت على وجنتيها، ترتحل عيناها إلى أفق آخر جديد، إلى تلك الحياة الزوجية التي ستمضي قدماً فيها، وفجأة تشيح بوجهها عن انعكاسه فتمتلئ نظراتها بألف سؤال...
ما الذي تخفيه تلك الحياة في طياتها؟
أي وعود ستحقق وأي إخفاقات ستعيش؟!
هكذا تبدأ العروس حياتها بين فرحة الإقتران والخوف من المجهول فهي الآن عليها أن تتكيف مع حياتها المشتركة مع رجل يمتلك وجهة نظره الخاصة التي يريد العيش بها ويريد منها أن تتبناها أيضا كي لا يصطدما معا من البدايه وفي المقابل، ليس عليها أن تفقد وجودها كفرد مستقل ذي هوية خاصة، وألا تتحول إلى مجرد أكسسوار يكمل حضور الرجل، فالمرأه هي شريكة حياة ويجب أن يكون لها إحترامها ومن المهين أن ينظر إليها الزوج كمتاع أو سلعة بينما عليه أن يحبها ويدللها كنفسه ولا يقسو عليها .
فإن كانا قد صارا واحدا بالزواج فعليهما أن يحافظا علي تلك الوحدانيه بحفظ أجسادهما عفيفه مقدسه ويتركا للروح أن تقود عقلهما وتقدس عاطفتهما وقلبهما لتصير تلك العلاقه في نمو وسعادة دائمه.