يا ليل كيف أرويك
وأنت ظمأن والشوق مميت
فكيف لي أن أحاكيك
وأنت تحتاج لطبيب
كل من جالسوك مذنبين
أو أبرياء
رغم أوجاعهم
أيقنوا أنك شهيد بلا رفات
فهل بعد الممات حياة
فلما بالنهار لا نرآك
هل تشك فيما أقول وتكذب كالجناة
وأنا أصدق كل ما فيك من معانأه
يا ليل هل أتخذت لك صديق
من كل مورديك
وهل أنا خليلك أم حبيب
أصدقني القول ولا تكذبني بالحديث
رغم أنك بالظلام تعيس
يا سيدي وحيد تعيش
رغم كل الخلائق تسهر تناجيك
فكيف تداوي وأنت جريح
تنزف دون أن تبوح
وتتوجع وتصرخ
فهل من مجيب
ألك دم بالعروق
فلما لا نرآه يسيل
فهل يتملكك الخوف
فأفصح بالجواب وبالدليل
وأرني شهود التأكيد
يا ليل أراك قاتل و مخيف
فكيف تنام ونور الرجاء ضرام
فيك المآسي تشيب
فى طيك الأوهام تشتد وتخيف
وتخنق العقل وللروح تستبيح
بين الهوى والورى
حلم له الف طريق
على الحقيقة نلام
ننصح ومنا مدان
نبكي كأننا أيتام
نحن تفترسنا الحياة
أخلقنا للنفس عصاه
أم النفس نقية وعصماء
أنحن فريسة للظلام
أم الوحوش رغم الشبع جياع
نحن ضياع وقتما نشاء
أمكتوب علينا ان نكون ضعاف أم رعاع
ويقام الحد فينا والقصاص
أسمعتم صوت البرق فى السماء
فصف حال المؤمن والغفلان
الكل صعقا وغدآ أموات
ليت الوجوه كبراءة الأطفال
فسلطان النفوس
التقوى والإيمان