كم مرة شغلك التفكير في الغد والمستقبل أكثر من تفكيرك في يومك؟! كم مرة فقدت الشغف في شيئاً أحببته أصبح عادياً مع مرور الأيام؟! مْن مِنا لم يشعر بالإحباط حينما يفكر ويتدبر ويرى أن اليوم أسوء من الأمس والغد أسوء من اليوم؟ من كان لديه هدف يسعى له وجاءت الرياح صاخبة بما لاتشتهي الأنفس والسفن؟ لست وحدك فى ذلك، كلنا أنت، نرتكب الحماقة نفسها، ونخشى أيامًا قادمة، لا نعلم عنها شيئًا.
رغم زهور الربيع الدنيا ليست ربيعاً.. والجو أيضاً لم يكن بديعاً.. ولكن هناك شعاعاً من الأمل والتفاؤل دعوني أطلقة في عقول من هم في مثل عمري من الشباب.
في تراويح ليلة السابع والعشرون من رمضان توقفت متدبراً في قراءة الإمام، قولة تعالي وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ.. وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ... إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
من الممكن أن يكون غداً أفضل لك.. فـ أنت لاتعلم ماذا تكسب غداً؟ وماهو الرزق الذي قدرة الله لك ؟ ماعليك إلا أن تترك تعلقك بالبشر ووعودهم..إجعل يقينك بالله هو الجدار الذي بينك وبين الإحباط فإياك أن تهدمة.
انت لاتنافس أحد إلا نفسك أمس مقارنة باليوم ، ولن يذهب رزقك في المال ولا في الناس ولا فى الزواج ولا فى الأبناء لغيرك.. لعلك تري الكثير من حولك كان بالأمس القريب لا يملك شيئاً وأصبح فى عشية وضحاها من أكثر الناس شهرة ومالاً.. فالله تعالي قادر أن يبدل الحال إلى أفضل الأحوال ويرزق من أوسع الأرزاق فهو العليم الخبير يعلم الصالح لك وخبيراً بمصالحك فلاتخفي عليه خافية لذلك يختار لك الأنسب والأصلح ولكن فى التوقيت المناسب.
حينما خرج يوسف من السجن لم يرسل الله ملك من السماء لخروجة ولكن أرسل رؤيا لخيال الملك وهو نائم ليأتي سيدنا يوسف يفسرها ويصبح عزيز مصر.. فالله قادر على أن يسخر لك أبسط الأشياء لتحقق أعظم الإنجازات فكن واثقاً به.
كن محباً للخير وإجعل سعيك في الخير دائماً ولاتكن متشائماً
فماأجمل سيدنا موسي حينما علمنا درساً فى السعي وعمل المعروف دون إنتظار الأجر من الناس فكرمة الله كرماً عظيماً .. حيث أنه كان لايملك قوت يومة ولا سكناً ولا زوجة.. وفعل المعروف في فتاتين فسقي لهما ثم ( تولي)" لم يقل سبحانه ثم ذهب ولكن تولي بكل مافيه إلى "الظل" ورفع يديه إلى السماء وقال :"رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِن خَيْرٍ فَقِيرٌ".. لم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وصار لديه بيت ووظيفة وزوجة فكن واثقاً بالله ولا تنتظر شيئاً سوي منه.
لاتسخط على الواقع فأنت بيدك أن تغير الواقع الذي تعيشة بفكرك وعقلك وحبك للجمال والخير ، وأعلم أن الله يري سعيك وأنت مطالب بالسعي فقط واترك النتيجة على الله الذي قال وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى".
فالسعي ياسيدي هو الذي يصنع الأقدار فانت الذي تصنع يومك وغدك بسعيك بالفعل وبالمغامرة أيضاً وليس بالتمني .
أخبرني أحد رجال الأعمال الناجحين أن السعي مثل الجمعية التي تظل تدفع لها شهرياً دون أن تحصل على شئ وتأتي في النهاية وتحصد مبلغ كبير يعوضك عن كل الذي دفعته فهكذا يكون السعي ونتيجتة ... فلاتقلق إذا تأخرت النتيجة فقد يأتيك العوض جميلاً من الله.. إذن ياعزيزي إبتسم ولا تشتكي فالأرض ملكك والسماء والأنجم ولك الحقول بزرعها وأريجيها ونسيمها هكذا قال إيليا أبو ماضي يا أَحبابَنا ما أَجمَلَ الدُنيا بِكُم لا تَقبُحو الدُنيا وَفيها أَنتُمُ.فإن كنت مكتئباً لعز قد مضـــــــــــى هيهات يرجعه إليك تنــــــــــدم
أو كنت تشفق من حلول مصيبـــــــة
هيهات يمنع أن تحل تجهـــــــــم