خلف الأيام السارقة
تمر سنين بنا زاحفة
عيون كانت ساهرة
ترعرعت بصمت وعافية
خاضت معى أحاديث ضاحية
وذكريات طويلة شجونها قاسية
تروي رحلة عمرآ بهموم مثقلة
أسي يكتنز القلب من رفقة كاذبة
لن أقول صديقة فهى خادعة
دعوني اكشف لكم ما بقلبها من شجون فارغة
بين رمش وجفن كانت ساكنة
بين همس ونبض كانت هية
كانت وما زالت ك مخالب الصقر نافذة
كل الأوقات هى قاتلة
وعدت روحى أن تكون دوائها
وأن تصبح مائها بعد ظمائها
تملكتني وكانت نفسى راضية
أنا ظالم أم مظلوم بعشقها
خدعتنى ورحلت لأحترق بنيرانها
سلبت روحى من جسدى فهى طاغية
ذوقت مرارة الفراق والتية والإنتظار
وعان قلبي الهزيمة والإنكسار
وهى تتراقص تتمايل ضاحكة
بنشوة المنتصر تحتفل ماضية
بثوب الواعظين تستهويني مرة
وتناديني بالثانية
صدقني لن أتركك تضيع منى
برغم أنها بحر عميق ونقطة أنا فيه غريق
فيا جذع لين يكسره الهوى
وتسقط أوراقها من الرياح
مع أن الشجرة عاتية
فهل تدرى أنني قاسيت وضمدت الجراح
وسكنت من الخوف الروح
فكلما أقتربت منى أبتعدت
كلما حاولتى مجالستى إنصرفت
آدارت لك ظهرى ومنك تبرأت
يكفيني ما عانيته منك يا قاسية
شقوقك بروحي قاضية
لا تنظرى إلي بنظراتك الثاقبة
لن أضعف لها ولن تخدعيني مرة ثانية
ثملت من أغوائك فرغم ضعفى
نهضت من سكونى وغفوتي
تحررت من قيودى ودمعتي
لم أعد إبحث عنك
ولم تعد محبرة حروفى تبكى عليك
لم يعد الشوق يغنيك
والنبض بصغيرتى يناديك
أنظري خلف كل حرف لم يعد الخوف منك أو عليك
أنستنى أفعالك حكاويك
ومحت خطواتك قصتك
لن للخلف تعيديني
يأبى قلبى الرضوخ لك فأتركيني
فأسف لم تعودى حبيبتي
ولم أعد حبيبك