كشف دكتور رامي عاطف أخصائي العلاج الطبيعي، أنه لا يوجد شخص لم يتعرض و لو مرة واحدة على الأقل في مرحلة من مراحل حياته المختلفة لشكل أو آخر من آلام العضلات والمفاصل. و مع تجاهل الأسباب خلف هذه الآلام قد تتفاقم المشكلة و تتحول إلى مرض مزمن بدلا من عرض عابر.
وأضاف رامي عاطف يبدأ الأشخاص بالبحث عن طرق للتخلص من الألم بدلا من إيجاد حلول لهذه المشكلة، فصديقا يخبرك ان الثلج افضل حل و آخر ينصحك بالكمادات الدافئة و يشرح لك فوائدها اللامتناهية بناءا على خبرته الشخصية، و يركض المريض وراء حلول وهمية حتى تزداد المشكلة سوءا.
إلى أن ينصحك شخص بزيارة أخصائي العلاج الطبيعي، و هنا يأتي السؤال، ما مفهومك عن العلاج الطبيعي؟ ليجيبك أحدهم أنه جلسات من التدليك و بعض الأجهزة الكهربائية، مع تمارين رياضية مختلفة.
مفاهيم كثيرة خاطئة حول مفهوم العلاج الطبيعي للأسف منتشرة في الوطن العربي، و من المحزن أن بعض الأخصائيين قليلي الخبرة هم الذين يروجون تلك الأفكار الخاطئة للمجتمع حول هذا التخصص.
فالبنظر لتاريخ العلاج الطبيعي، نجد أن هذا التخصص المتميز له تاريخ عريق منذ قبل الميلاد و ازدهر بالأخص خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة للأعداد المتزايدة من اصابات النخاع الشوكي و الكسور، والتي خلقت تحد كبير ساعد في نمو و تطور التخصص.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، العلاج الطبيعي هو أحد الفروع الطبية التي يتمركز دورها حول إعادة تأهيل المريض عن طريق وصف برنامج متكامل لتقليل الألم، زيادة المدى الحركي والذي بدروه يساهم في تحسين القدرة الوظيفية للمريض، ونظرا للاحتياج الشديد و الدور المتميز الذي يقدمه هذا التخصص في حل الكثير من المشاكل الجسدية، اشتهر عددٌ من الأخصائيين بطرقٍ متعددة في العلاج الطبيعي اليدوي والتحريك المفصلي و التي يتم تدريسها في الجامعات الطبية تحت مُسماهم ، مثل جيفري ميتلاند ، براين مولغيان ، جيمس سيريكاس، روبن ماكنزي ، جيني ماكونال وغيرهم.
لم يعد يقتصر العلاج على استخدام الأجهزة الكهربائية التي تقدم مفعول سطحي و مؤقت فقط، و التي اثبتت الدراسات الحديثة عدم فعاليتها في تقديم حل جذري للألم لعدم قدرتها على إصلاح الخلل الميكانيكي و اختلال التوازن العضلي العصبي الذي يتسبب في إيذاء الغضاريف والأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل مؤدية إلى آلام مبرحة.
فأصبح بإمكان أخصائي العلاج الطبيعي علاج تلك الآلام بعد وضعِ خطةٍ علاجيةٍ مُتكاملة الأطراف، يتعاون فيها الاخصائي والمريض، لإصلاح و عدم الرجوع لمُسببات المشكلة، حتى يتم التخلص منها نهائياً، عن طريق عمل تقييم صحيح لحالة كل شخص بهدف إعادة صياغة عمل العضلات و استرجاع التوازن العضلي العصبي من خلال مجموعة مختارة من تمارين التقوية و التحكم العضلي، و هو ما لا يمكن لأي من الأجهزة والآلات مهما كانت حديثة و متطورة أن تستبدله، بالإضافة الي استخدام العديد من التقنيات اليدوية المحترفة لاعادة المفاصل و الفقرات إلى وضعها السليم و إزالة الضغط على الأنسجة المحيطة لإعادة انسيابية الحركة الصحية.