الديمقراطية في المجتمعات

الديمقراطية في المجتمعات

يثير السؤال عن الديمقراطية الحيرة والجدال في المجتمعات ما بين من يري أن الديمقراطية تصلح لكل الشعوب وآخر يري أن الوقت ليس مناسبا لها في ظل الجهل والأميه بها، وجهات نظر متباينة لا تسفر عن شئ تجعلنا ندور في حلقه مفرغه ، إلا أنني أري أن الوقت قد حان والظروف قد تهيأت كي نستطيع أن نأخذ بوجهات النظر تلك نحو التطبيق الفعلي فكل شعب يستطيع أن يطبق الديمقراطيه فقط إن اهتم ببذل الجهد لتعليم وتنشئة الأجيال الجديده عليها.

فكيف إذا نربي جيلا يصلح للديمقراطيه؟
إن فهم معني الديمقراطيه وترديد شعارها ليس له علاقه بتطبيقها لذا فإن محاربة الأميه والجهل يعد أول طريق نحو تطبيق ديمقراطيه سليمه.
إذا الخطوه الأولي لتربيه جيل يعرف كيف يمارس الديمقراطية هي أن نزوده بكل مصادر المعرفه وننوع تلك المصادر كي نتأكد من صدقها كالمجلات والصحف والبرامج التليفزيونيه وغيرها.
وهذا ينقلنا للخطوة الثانية وهي: لندعهم يفكرون
بعد أن تأكدت أن أبناءك لديهم المعرفه عليك الآن أن تتأكد من قدرتهم علي التفكير الصحيح من خلال ما حصلوا عليه من معرفه والمقصود بالتفكير هو مجمل الأشكال والعمليات الذهنيه التي يوأديها عقل الإنسان والتي تمكنه من نمذجة العالم الذي يعيش فيه مماة يساعده علي التعامل معه بفاعليه أكبر لتحقيق أهدافه وخططه ورغباته وغايته.

ومتي حصل أبناءك علي المعلومه وتفكروا بها جيدا فهذا سينقلك لثالثا وهي: دعهم يعبرون
ما فائده المعرفه والتفكير إن لم نعطي أبنائنا فرصه التعبير وهذا لن يتأتى إلا من خلال توجيه الأسئله لهم وإعطائهم فرصة الرد دون تخويف كي يستطيعوا أن يعبروا عن آرائهم بكل صدق ووضوح وهم لا يخشون توجيه اللوم.

رابعا : دعهم يختارون
إن السماح للأبناء منذ طفولتهم بإختيار ملابسهم بأنفسهم أو أصدقائهم أو غير ذلك إنما يساعدهم علي التفكير والذي يحتاج بدوره إلي المعرفه وفي عمليه الإختيار أو الإنتخاب من بين البدائل المتاحه سيخطئ إلي أن يتعلم مع الوقت كيف يصيب ، وهذا لا يضر متي حدث في فترات العمر الأولي بل إنه سيكون عاضد له مع الأيام.
خامسا : دعهم يتحاورون
إذا كنت تربي أبنائك بطريقه ديكتاتورية عن طريق تلقي الأوامر وإصدار القرارات دون مناقشه فماذا تنتظر منهم وكيف تعلمهم الديمقراطية إذا، إن الحوار داخل الأسره لهو امر هام كي تستطيع أن تمد أبنائك بالمعرفة المنتقصه لديهم ولكي تعلمهم كي يفكرون وليشتركوا معك في صنع القرار فهذا يساعدهم علي فهم الديمقراطيه و ممارستها بطريقة صحيحة مع حفظ حقوق الآخر فيها.
سادساً: ليتساوي الجميع لديك
فإن كان أبنائك يرون أنك انت كأب مسيطر وهم ووالدتهم مجرد تابعين لك أو أنك تميز الذكر فيهم عن الأنثي فإن عدم التساوي يعني أنك لم تصلح بعد للديمقراطيه وأن عليك أن تصحح نظرتك أنت أولا كي يستطيع أبنائك تكوين نظرة صحيحه تساهم في فهمهم للديمقراطية.
من كل ما سبق نستطيع القول أننا لن ننجح في الوصول للديمقراطية ما لم نتمكن من تربية جيل ديمقراطي يفهم معني الديمقراطيه فهما سليما ويعلم عنها الكثير، يمارسها علي نطاقه الصغير في حياته الخاصه ،تعَلم كيف يعبر عما يفكر بلا خوف أو ضغط وأدرك معني المساواة وعدم التمييز وإن السلطه في الأسره مصدرها الحب وليست ديكتاتورية عندها فقط سنستطيع أن نكون شعبا ديمقراطيا رئيسا كان أو مرؤوسا.

الكلمات المفتاحية الديمقراطية المجتمعات

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;