حين نبادر بالحديث عن المرأة والرجل يمر في مخيلتنا أشكال العلاقه بينهما بدء من الحب الذي يدفع بهما إلي زواج يبدو سعيدا هادئا في شهوره الأولي إلي أن تدخله المشاكل فتهدد سلامه وإستقراره، وبرغم كل الدراسات التي قام بها المتخصصين لمعرفة أسباب الخلافات ومحاولتهم المستميته للوصول إلي حلول لعلاجها إلا أن هذا لم يمنع المشاكل من أن تعود وتطل برأسها آخذه نفس الثوب أو متجدده في أثواب تختلف شكلها من بيت لآخر مما يضع المتخصصين في حيرة من أمرهم.
ولعل طبيعة تكوين كلا من المرأة والرجل وعدم فهمهم الكامل لبعضهما البعض له أثر كبير في إحتدام الخلافات بينهما، إلا أنه في أغلب المشاكل يكون السبب الخفي وراء ذلك واحدا وهو في ذلك يختلف تماما عن الأسباب الظاهريه ألا وهو سوء العلاقات الحميميه بين الزوجان أو إنعدامها، فقد أكدت الإحصائيات العالميه أن أكثر من ٨٠٪ من المشاكل الزوجيه يعود السبب فيها لسوء العلاقات الجنسية بين الزوجين أما العشرين الباقية فتتوزع بين الوضع الإقتصادي أو المادي للزوجين، ومستوى الوعي العلمي لكل منهما، إضافة للتربية الشخصية، وطباع كل واحد منهما.
وقد أثبتت الدراسات أيضا أن ممارسة الجنس بانتظام وبشكل دوري يؤدي إلى تحسن العلاقة العاطفية ويعزز من الحياة الأسرية، وكلما كانت العلاقة الجنسية غير منتظمة أو متباعدة الفترات، فإن هناك إحتمال كبير في تعرض أحد الزوجين، أو كلاهما للإضطرابات النفسية، كالإكتئاب مثلآ، أو الإحباط وزيادة الضغط النفسي وسينجم عن ذلك لاحقآ مشاحانات ومشادات بين الطرفين، ومع إستمرار الوضع على هذا النحو ستبرد العواطف، ويخلق جفاء بين الطرفين وتتسع الهوة بينهما مع الزمن، وإن لم يتم تدارك الموقف ففي النهاية سينتهي الأمر بالطلاق أو الإنفصال علي أقل تقدير.
أما عن علاقة ذلك بالصحة العامه فقد أكدت دراسات علمية عديدة أجرتها جامعات أوروبية وأمريكية، أنه بجانب الفوائد العاطفية والعقلية لممارسة الجنس، هناك فوائد بدنية أيضاً، وبحسب تلك الدراسات إن ممارسة الجنس بين الزوجين يقوم بتنشيط
الناقلات العصبية التي تؤثر على الدماغ بشكل يجعل القدرات العقلية أكثر قوة ونشاطاً كما إن العلاقة الجنسية تساعد على خفض ضغط الدم، وتعزز قدرة الشخص على النوم بشكل أفضل، وتقوي الجهاز المناعي للإنسان بالإضافة إلى تخفيف التوتر والإكتئاب، وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعن علاقة ذلك بالحب
فقد أكدت الدراسات أن الحب ينمو بشكل ملحوظ بعد ممارسة العلاقة الجنسية من الناحية الفيسيولوجية، ووفقا لهؤلاء الباحثين فإن ممارسة العلاقة الحميمية لا تحتاج إلى علاقة حب عميقة ولكن العلاقات الحميمة قد تؤدي إلى علاقة حب حقيقية، وعند دراسة العلماء للمناطق النشطة في الدماغ عند الحب أو ممارسة العلاقة الجنسية وجدوا أن الحب والرغبة الجنسية تتقاطعان في شطري الدماغ، وبالتالي الحب لا مستقبل له دون علاقة جنسية صحية ناجحة.
وبناء علي كل ما تقدم فإنه يجب علي الطرفان أن يحرصا علي علاقتهما وليعلما بأنهما بالزواج لم يعد لهما سلطان علي جسدهما بل السلطان هو لكل منهما علي جسد الآخر وفي ذلك تكون مسئولية كل منهما تجاه الآخر لإسعاده.
ولتعلم المرأة أيضا بأنه في حاله الخلاف بينها وبين زوجها يكون الجنس بالنسبة له هي طريقته الوحيدة في التعبير عن حبه وإهتمامه ، وقد يكون هو بوكيه الورد الذي يقدمه لها كإعتذار، ولا يعني ذلك أنه ينظر لها كشيء مادي أو كوسيلة لإشباع رغبته بل هي فطرته التي خلقه الله عليها، وليعلم الرجل أن هناك ثمة عوامل كثيرة تؤثر علي رغبة الزوجه ومنها تغير الهرمونات وحالتها المزاجية ومدى شعورها بالرضا عن نفسها ومظهرها وثقتها بنفسها ومدى شعورها بالحب والعاطفة تجاهه كما أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تشتت انتباهها وتحول مشاعرها عن زوجها كإحتياج أطفالها إليها وإنشغالها بهم خاصة في السنوات الأولى من عمرهم فلا تدع ذلك الأمر يصنع الفجوة بينكما ولتشاركها قد استطاعتك في رعايتهما حتي يتثني لكما إيجاد وقتا هادئا تحيا فيه معا في سرور وهناء.