تعد ظاهرة الطلاق أونلاين من الظواهر الدخيله علي مجتمعاتنا فهي ظاهره حديثه نسبيا ساعد علي ظهورها ومن ثم إنتشارها مواقع التواصل الإجتماعي فاتخذها البعض وسيله لإنهاء علاقاتهم الزوجيه بهدف إبعاد الحرج عنهم أو كرد فعل غاضب من الزوج نتيجة تداول زوجته مشاكلهم علي صفحات التواصل وأحيانا يكون السبب خلفها وجود الرجل في بلد آخر وتعلقه بأخري هناك فيكون ذلك الطلاق هو حيلة منه للتهرب من دفع نفقات الزوجه في حال عدم توثيقه لهذا الطلاق، ويشعرك هذا النوع من الطلاق أن الزواج قد فقد قدسيته وهيبته ووضعه موضع أمتحان التجربه لا يكترث بالنجاح فيه إلا القليل ممن يدركون قيمة الزواج بالإضافة إلي أنه جعل قرار الإنفصال أكثر سهوله فبمجرد إرسال رساله صوتيه أو كتابيه للطرف الآخر أصبحت في حِل من هذا الأرتباط فزاد هذا من معدلات الطلاق وخاصة بين الشباب وحديثي الزواج فما السبب وراء ذلك ؟
من المعروف أن الشخص يمر منذ لحظة ولادته بعوامل ومؤثرات متعدده هي التي تشكل خطوط شخصيته وملامحها فتجعل منه ذلك الشخص بعينه والمختلف عن غيره فنجد شخص يتضايق من أمور معينه لا يعيها أو يحسها غيره وقد يرتفع فوق الصغائر بينما قد تري غيره لا يتركز إهتمامه إلا فيها، وقد تجد شخصا مشاعره متوازنه ومستقرة بينما تجد آخر انفعاليا يسعده أصغر الاشياء ويضطرب لأتفه الأسباب، يكبر الفرد ويصل إلي سن الشباب ويصير في نمو و تكامل بدني لكن للاسف هذا النمو لا يتكامل في أنواع اخري من النمو كالنمو الفكري أو النفسي ولا حتي الروحي ولا الاقتصادي أيضا وفي هذه السن تظهر مشاعر الحب ويتحرك دافع الجنس والميل نحو الآخر ومن هنا يكون زواج الشباب الذي وللاسف لم يكن قد أُعد واكتمل فكريا ونفسيا واقتصاديا ونفسيا فأندفع للإرتباط بلا تفكير في المسئوليات ودون معرفه لمخاطر الفشل أو قيمة النجاح لتلك العلاقه.
في القديم كان الشباب اكثر راحه يختار له الكبار ويوجهونهم ويعاونونهم وإذا ظهرت اي مشكله او خلاف بين الزوجين يتقدمون لحلها بحكمتهم ودرايتهم وايضا ببطشهم وقوتهم وكانت للأسر تقاليد لا يمكن تجاوزها أو الخروج عنها ، إسم العائلة وشهرتها وسمعتها الجيده هي ما يشجع علي الزواج من أبناءها بل إنك قد تجد أن الأسر التي تجمعها سمات وصفات مشتركه تتحقق بين شبابها زيجات ناجحه وموفقه، تغيرت الأيام وأصبح للشباب حرية إختيار شريك حياته في تحمل كامل للمسئولية فخسر ما كان يتزود به من حكمه وحنكة الكبار التي جاءت نتيجة درايه ووعي واكتمال فكري ونفسي وروحي لم يصل له الشباب ومن هنا أصبح لزاما علي المقبلين علي الزواج أن يتبع الآتي لضمان حياة زوجيه مستقره
اولا قبل الزواج عليك أن تتعرف علي خطوط وملامح شخصية الآخر وكذا عيوبها وتختار من يناسب شخصيتك ومن يستطيع فهمك ويعمل لأرضاءك ويستوعب حتي أخطاء سلوكك.
ثانيا التأكد من أنك والآخر قادرين علي توفير الشبع الحسي والنفسي والفكري لبعضكما البعض دون أن يعطل ذلك شئ أو أحد.
ثالثا داوم علي كل ما يثير إعجاب وتقبل الطرف الآخر بك دون إهمال لذلك بعد الزواج.
رابعا درب نفسك علي الصمود أمام ما يواجه الأسره من صعوبات أو أزمات وتخطياها معا يدا بيد.
خامسا العمل علي التوصل للتوافق الذي يحقق لكما الألتقاء في قلب واحد.
وليعلم كل مقبل علي الزواج أن التقبل والأقتناع الداخلي بالآخر أساس لبناء زواج يستمر ، وإن العيش في خيال فيه الكثير من عدم النضوج الفكري والنفسي يجعلك تصطدم بالواقع بعد الزواج وتحكم علي الآخر بالغش أو الخداع مما يؤدي لإنفصال قريب كما أن الموضوعيه تتطلب منك تحكيم العقل كي تري الآخر دون إنبهار أو إنفعال ولا تقبل بزواج يحتمل التردد أو الشك.
ولتعلم أيضا أن الحب هو الطريق المؤدي لزواج ثابت ،راسخ ،ناجح ولا يستطيع بيت أن يقوم بغيره فابحث عن الحب الحقيقي الذي لا يضعف مع الأيام والسنين.