تحتفل كازاخستان اليوم بعيد الشكر، والذي يعد رمزا للسلام والوفاق فى كازاخستان، وفرصة للتعبير عن اهتمامهم ببعضهم البعض، ويمثل تكريم لتاريخهم المشترك ويوما للدعم والمساندة والاستجابة المتبادلة.
لقد نجحت كازاخستان في توحيد ممثلي أكثر من 130 مجموعة عرقية و 18 ديانة، يمثلون ثمانية عشر مليون شخص يعيشون على أرض كازاخستان. وأصبحت الصداقة والثقة والتضامن والوحدة من الصفات المألوفة لدى جميع الكازاخ، وهذه من الحقائق المعترف بها تاريخياً. وبفضل هذا قاموا بتشكيل نموذج فريد من الوئام الاجتماعي والوحدة الوطنية وقد أشاد العالم أجمع بهذا النموذج.
إن عائلة كازاخستان متعددة الأعراق التى يفخر بها الشعب، هى نتيجة عدة موجات من الهجرة. فعلى مدار القرنين الماضيين، كانت السهوب الكازاخية العظيمة ملجأ لآلاف من الروس، والأوكران، والبيلاروس، والألمان، والبولنديين، واليونانيين، والكوريين، والأوزباك، والإيغور والدانغانز والعديد من الشعوب الأخرى الذين أجبروا على ترك أوطانهم نتيجة قرارات سياسية، أو ترحيلهم أو تنفيذا لمشروعات اقتصادية.
وقد أدى ترحيل كل هذه العرقيات إلى كازاخستان إلى إحداث صدمة لكل المجموعات العرقية، وتطلب ذلك إعادة هيكلة لظروف المعيشة المستقرة لقرون، وقد أدى ذلك إلى قطع الآلاف من الروابط الأسرية والعائلية وبين الأصدقاء. قامت السلطات بإلقاء ممثلى تلك العرقيات فى السهوب القاحلة. أما الأسر الكازاخية، والتى كانت فى أشد الحاجة إلى العون والمساعدة، فقد استقبلت تلك العرقيات فى منازلهم المصنوعة من الطين. وعلى الرغم من معاناته من الظروف المعيشية الصعبة ومن الجوع والحرمان، رحب الشعب الكازاخي بتلك العرقيات ترحيبا حارا وأكرمهم وجعلهم يشعرون كما لو كانوا فى وطنهم الأم.
واليوم فقد نشأ فى كازاخستان جيل جديد هو جيل "عصر الاستقلال". إنهم يعظمون قيمهم العرقية ويحبون وطنهم كازاخستان. وهم مجتمعون على رأى واحد، وهو أن الصداقة بين الأعراق هى أساس وحدة الدولة ويجب الحفاظ عليها وتدعيمها.