حين نؤمن فنحن بذلك نصدق علي فكرة ما انها موجودة قد لا نراها ولكننا نرجوها ونملك الحقائق والبراهين علي وجودها أما دون ذاك فيسمي سذاجة وهذا ما يقع فيه الكثيرون حين يؤمنوا بأفكار آخرين وتتغلغل داخلهم مبادئهم الخاطئة فعل يمكن أن نأتمن كل أحد علي نفوسنا ؟
الإجابة يجب أن تكون "لا" فحين نأتمن من ليسوا أهلا لذلك فنحن نضر بسلامة النفس والروح والجسد أيضا.
فمثلا سلامة النفس تتأثر بأشياء عدة منها
* سلامة القلب :
فلا يجب أن تأتمن أحد علي قلبك الا من يستحق فلا تُدخل إليه من يعبث به ثم يتركه لك محطما لأن ذلك حتما سيوثر عليك نفسيا .
* سلامة المشاعر :
فكلما كانت مشاعرك إيجابية تجاه الآخرين عشت في سلام نفسي أما إذا تركتها تتأثر بالسلبيات من حولها سواء مشاعر الكراهية أو الغل ، الحسد او الحقد ، الشحن من قبل الآخرين وغيرها من السلبيات فعندها ستفقد سلامك النفسي فلا تأتمن من يحاول أن يتسلل إلى داخلك ليزرع تلك المشاعر المدمرة فيك .
* السلام المالي أو المادي :
المشاكل المالية من اهم الامور التي تفقد الإنسان سلامه النفسي وقد تسبب ارق وعصبيه وتتطور لأبعد من ذلك فما بالك لو كانت تلك المشكلة سببها أنك ائتمنت شخص علي مالك أو مشروع خاص بك وكان هذا الشخص غير أمين وتسبب في خسارتك ..عشان كده بنصح أي إنسان أنه لا يسلم ماله لآخر دون متابعه جيده حتي لو الاخر ده اقرب الناس إليه لأن قيمة المال لا يدركها إلا من تعب في الحصول عليه .
طبعا كلامي ده مش معناه اننا نشكك في الناس لكن علينا أن ندقق في اختيارهم ونأتمن من يستحق منهم .
السيد المسيح كان يجول يصنع المعجزات وكثيرون آمنوا به ومع ذلك هو لم يأتمنهم على نفسه.. لماذا ؟
لأنه ببساطة علم ما في قلوبهم وأن إيمانهم سطحي مرتبط بما رأوا من معجزات ولأنه يعلم قلوب البشر ويعلم ايضا أن البعض منها يسهل لإبليس أن يزعزعه ويدخل إليه ..
في حين أنه ائتمن أهل بلدة سوخار اللي منها المرأة السامرية ومكث معهم يومان وائتمن تلميذي عمواس ومكث معاهم الليل ..
كما أن يوسف النجار اؤتمن علي سر التجسد ورعاية السيد المسيح في طفولته وكذلك السيدة العذراء كما أن العذراء اؤتمنت على الحبل الإلهي واستحقت أن تكون أم المسيح وأن يكون جسدها محفوظا في السموات.
والخلاصة انه
ليس كل مؤمن مؤتمن ولا كل مؤتمن مؤمن فلا تخلط في التعامل ، أحسن الظن ، ميز بين الناس ، اعلم أن إبليس يعمل في النفوس ، واولا واخيرا ائتمن الله علي نفسك واترك له كل امر .