إن النظر في عيون الآخرين يساعد في التواصل معهم ومعرفة شخصيتهم وكلما زادت عدد مرات التقاء العيون أو الإشاحة بها كلما استطعنا أن نخرج بافتراضات أكثر حول شخصية الآخرين .
وعليه فإنه إذا أردت معرفة انسان فعليك بالنظر الي عينيه أثناء الحديث أو حتي اثناء الصمت فكما يقولون إن العين هي مرآة النفس وهي الكاشف لها فمن خلال تلك المرآة تستطيع أن تعرف الكثير وتري مكنونات الروح وربما هذا ما يبرر الضيق الذي يصيب الإنسان حين يطيل أحدهم النظر في عينيه بثبات ولفترة طويلة حيث أن الاتصال المباشر بالعين يشعرك بالضعف والإنكشاف أمام الاخر وخاصة حين يصل بنظراته الي مشاعرك الداخليه ويقرا ما تخفيه .
أحياناً يكون من السهل علي الإنسان افتعال الحزن أو السرور أمام الآخرين ويظهر هذا علي تعبيرات وجهه ولكنه لا يستطيع أن يقحم عينيه في مثل هذا الفعل لذا كثيرا ما نجد في وجه مبتسم عين دامعة وفي وجه حزين عين مبتسمة .
وتلعب النظره دورا هاما في الحب من خلال عمل هرمون الاوكسيتوسين (هرمون الحب والدلال) وهو مادة كيميائية يفرزها الجسم عند الارتباط بشخص عاطفيا أو جسديا و هو المسئول عن ارغامنا علي الاتصال المطول بالعين مع من نحب وقد يحدث العكس إذ يكون الاتصال المطول بالعين هو المحفز لإفراز هرمون الاوكسيتوسين لذا فإن الاتصال بالعين بين الازواج ضروري احيانا لاعادة المشاعر المنسيه بينهما أو احياءها .
ولأن الاتصال بالعين مرتبط ارتباط مباشر بالمشاعر فإن هذا ما يبرر عدم القدرة علي التواصل بالنظرات مع الغرباء كما يبرر أيضا السعاده التي نشعر بها حين نقابل أشخاصا حسان المظهر أو جذابين إذا تعمل النظره علي تنشيط مركز المكافأة بالمخ فيشعرنا بالسعاده ويتضاعف الشعور بالسعادة إذا نظر اليك الآخر بنفس النظرة .
والنظرة أيضا من شأنها أن تجعل الإنسان يتصرف بطريقة أكثر صدقا إلا أنها قد تأتي بأثر عكسي إذا كان الشخص في وضع استجواب .
اما في حال التجمعات فإن النظرة من شأنها أن تعزز القدرة علي التواصل والأندماج وزيادة المشاركة والتفاعل كما أنها تساعد علي التذكر بصورة افضل .
ويمكن للنظرة أن تشعرك بالقرب أو البعد ايضا حسب درجة الصدق التي تراها في العين ولما لها من قدرة علي سحب التركيز وتنشيط الذاكرة
ولحسن الحظ أنه يوجد قيود علي الاتصال البصري بين الغرباء يجعلنا ننظر الي عيونهم دون أن نتعمق بينما نحتفظ بالنظرات المطولة والعميقة لهؤلاء القريبين من قلوبنا .