استعدت البلاد منذ بداية فيروس كورونا لكل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة، فقامت بمنح إجازات استثنائية للعاملين بالدولة التي تنطبق عليهم شروط خاصة، أتاحت العمل بنظام التناوب، كما فرضت حظر التجوال وأغلقت المحال غلق تام في مواعيد محددة، وعند فتحها لا يكن هناك اتصال مباشر بالجمهور، مؤخرا أعلنت حالة الطوارئ..
وهي لا تزال تراهن على وعي الشعب، ومدى تطبيقه الإجراءات الوقائية و الاحترازية، ابسطها ارتداء الكمامة والبقاء على مسافة أمنة من الاخرين..
وهذا لم يحدث أبدا في الكثير من الأماكن، فمثلا ذهبت إلى السنترال "سنترال المطرية بالمسلة" للتقديم على خط تليفون أرضي، الشكل العام كان بشعًا فالقمامة تحاصر السنترال، والزحام على أشده، كنت أنا تقريبا رقم ٩٥ وكلهم في بقعة واحدة دون كمامة أو تباعد إلا من رحم ربي، في طريقي لفرع شركة we للتقديم من خلاله، وجدت زحامًا شديدًا على مدرسة إعدادية ضمن مجمع مدارس بالمطرية، حيث كانت الطالبات تجاهد لتقديم أبحاثهن، ما أن وصلت الفرع حتى وجدته منظما فارغا تماما، في اليوم التالي ذهبت إلى شبرا و كان عليّ الذهاب بالمترو، وجدت عمال النظافة يعملون بكد، وكذا عمال التطهير والتعقيم، وما إن ولجت قدماي المترو حتى بلغ الزحام ذروتهو كدت أختنق وخاصة إني لا اركب المترو أصلا ،عدت كما ذهبت لاهثة متضررة، لكني إلتزمت بارتداء الكمامة وتطهير ذاتي بالكحول، و بالقرب من منزلي مكتب تموين وما أدراكم ما الزحام وعلى بعد خطوات مسجد مغلق لا يقربه أحد، بعيدًا عن هاتين التجربتين السيئتين بما فيهما من أحداث وملابسات قررت الذهاب إلى مكتب بريد المطرية لأول مرة كي أقوم بارسال حوالة لصديقة لي، فوجدت تكدسًا رهيبًا رغم إن كل منا يعرف دوره، إلا إن الزحام سلوك وعادة لا فرار منه، تحول الأمر لخلاف وانفعال، فاضطررت للانسحاب، توجهت لمكتب بريد الظاهر ، المكان هادئ تمام ومواعيد العمل مقسمة بينه وبين الأفرع المجاورة كل فرع ثلاثة أيام بالتناوب..
فنجد باختصار إن هذه التدابير والإجراءات تتردد على ألسنة العامة في المواصلات والشوارع دون تطبيقها أو أخذها بعين الإعتبار، فتزيد التجمعات وتزيد الثرثرة دون جدوى..
إذا هناك مصاعب كثيرة تواجه البلد في بث رسالتها التوعوية للوقاية من فيروس كوفيد ١٩، لكن تهاون الناس يحول دون إيصالها كما يجب..