لا شك أن المطلقات هم أكثر النساء معاناةً في مجتمعنا الذي لا يرحم ، ولأن المرأة معروفةٌ بما تحمله من عواطف، فهي الأكثر تأثرًا بالطلاق، حتى وإن كانت هي من طلبته، وهناك نساءٌ كثيراتٌ ذُقن ألم ومرارة الطلاق.
كيف يُنظر إلي المرأة المطلقة، وماذا يُقال عنها؟ وبأي أساليبٍ تتحايل على الحياة لتُسيرها وفق خياراتها الجديدة؟
هي أسئلةٌ تصادف الواقع الذي يطرق باب من “طلقتهم” الحياة، قبل أن “يطلقها” الزوج.
فما كان منهن إلا أن رمموا شرخ حياتهم بإرادةٍ صلبة جدًا، أعطتهم قوة المواجهة، ولكن هناك الكثيرات منهن لم يستطعنَ المُضي في الحياة، فوقفوا فقط على مشارفها، متفرجين متمنين الدخول، متأملين أن يسمح لهم المجتمع بالاستمرار في الحياة، ومنهن الضائعات التائهات الحالمات بالأمان والاستقرار، فكل السبل مغلقة، ومنهن من تملكهم اليأس، ينتظرون رحمة ربهم بهم بالموت.
أشكالٌ كثيرةٌ متعددةٌ للمطلقات، ولكن يجتمع فيهن كلهن على ما أعتقد المعاناة والألم النفسي لصفة “مطلقة” التي تطلق عليهن، وكأنها وصمة عارٍ أو جرمٍ ارتكبته، فالكثيرات منهن يخفن أن يقلن إنهن مطلقات، ليحموا أنفسهن من تلك الذئاب البشرية التي تتربص بكل امرأةٍ ضعيفة.
أتمنى من كل من يهمه الأمر، من الرجال من النساء من المجتمع إعادة النظر في رؤيتهم للمرأة المطلقة.
أتمنى من مؤسساتنا أن تهتم بشؤونهن وتوفر لهن احتياجاتهن، تجد لهن مصدر رزقٍ لمن ليس لهن مصدرٌ للرزق.
أتمنى من كافة وسائل الإعلام أن تركز على تلك الشريحة من النساء، وتنشر مشاكلهن والصعاب التي يواجهنها محاولين حلها.
وأخيرًا أتمنى من الأهل أن يكون لهم دور في التخفيف من المعاناة والألم النفسي للمطلقة بكل السبل المتاحة، لربما يشعرن بالاستقرار والأمان.