أن تكون انسان فذلك أمرا له ثمن كبير وليس مجانيا في هذا الزمان، وتعتبرقيمة كل انسان تعتمد على الأفكار التي يكتسبها والمنافع التي يحويها عقله، ومن المفترض أن العلماء أثمانهم وقدرهم أعلى من الجهلاء ،اذا كنا نتحدث بلغة المزادات التي تقام علي قوانين العدل في البيع والشراء ،ولكن في مزاد البشر المقام الأن في المجتمعات البشرية،العكس هو الصحيح ،لأن المزادات تبدل فيها الحال والجهلاء أصبحت أثمانهم مرتفعه عندما يقام المزاد ،والعلماء تهاوت أثمانهم في مزادات البشر
ونعلمكم أن هذه المزادات تخلي مثمنيها عن انسانيتهم ،لا مبادئ لا قيم لا أخلاق ،وصنف القائمين علي المزاد البشري الانسان الي نوعان ،أنسان له قيمه وانسان له ثمن ،وعندما يبدأ المزاد يتهافت المشترون علي من له ثمن ويستطيعون شراءه بكل سهوله،أما الانسان ذو القيمه يظل في مكانه لا أحد يحاول أن يقترب منه ويظل بضاعة راقده،لأن المشترون لا يريدون من لهم قيمه علميه وثقافيه وأخلاقيه،وأيضا لانها ليست بضاعة رائجه في الأسواق البشريه
لأن هناك من يستهويهم الذهاب بفكرهم بعيدا ،في ان لكل انسان على وجه الارض له ثمن، فهؤلاء دائما ينظرون للبشر على انهم سلع رخيصة يمكن شراؤها ويمكن تبديل مواقفها وافكارها، بلاشك بأن هذه الفكرة الرخيصة لا يمكن لها ان تتكون وتنمو لولا وجود بائعي النفوس البشرية،نحن لا نستطيع أن نلوم علي أصحاب القيم والمبادئ في زمن لا قيم فيه ولا مبادئ، لكن نلوم علي من استغنى عن كرامته الانسانية مقابل حفنة جنيهات أو بعض الامتيازات، بالفعل انه امر محير ، ولكن حتى لا نستسلم الى هذا الواقع المرير ، علينا معرفة ان هناك فئة لا يمكن لأي كائن من كان شراء ذممها ، ولعل هذا هو عزائنا الوحيد في ذلك الامر المحير، شراء الذمم وبيع النفوس موجود منذ الأزل، وكان يستخدم حتى ايام الجاهلية والأيام التي لحقتها ، وهناك الكثيرون يتمنون ومع الأسف الشديد مواصلة هذا المنوال،وكأننا نحاول بكل وسيله تشويه انسانيتنا ،كما أنه في أعتقادي أنه ليس من المؤلم أن يكون للانسان ثمن بخس، بل الألم كل الألم، أن يكون للانسان ثمن من الأصل