قررت حملة " ب ١٠٠ رجل" المتخصصة في تكريم النساء أصحاب الأدوار الفاعلة والناجحة في المجتمع تكريم السيدة نفوسة المعطر، ٥٠ عام، من محافظة مطروح بجائزة الحملة واعطاءها لقب " ب ١٠٠ رجل" نظرا لقصة كفاحها الكبيرة والتي بدأت من تحت الصفر حتى وصلت إلى أنها ربت أبناءها الأربعة بعد وفاة والدهم وبنت لهم بيتا في محافظة مرسى مطروح بعد أن ضاع كل ما يمتلكون ثم زوجت ٢ منهم بعد انتهاء دراستهم وعلمت الاثنين الآخرين افضل تعليم.
الغريب في قصة نفوسة المعطر أنها ورغم أن حياتها الحالية في محافظة مرسى مطروح إلا أن قصتها بدأت من طنطا محافظة الغربية حيث ولدت هناك وتزوجت هناك وانجبت أبناءها الأربعة وهم منى ومحمد ومنار ومصطفى وعاشت حياة متيسرة حتى جاءت ثورة ٢٥ يناير حيث فقد زوجها أمواله بسبب أحداث الثورة والركود الاقتصادي بعدها الأمر الذي أثر فيه جدا وتوفى بعد ذلك كمدا على حاله تاركا زوجته وأبناءه دون أي شيء ودون أي أحد يساعدهم على استكمال دروب الحياة الصعبة.
لم تستلم السيدة نفوسة وقررت أن تبدأ من جديد حتى يستكمل أبناءها تعليمهم فقررت العمل في بيع الملابس في المنازل وأجرت شقة تعيش فيها معهم في الغربية إلا أن الايجار كان عاليا فحلمت بأن تملك شقة لتقرر أن تتحدى نفسها وظروفها وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لامتلاك بيت كي تستطيع أن تعيش فيه وتزوج ولداها فيه، وهو حلم سخر جميع المقربين منها بسببه نظرا لاستحالة تحقيقه من وجهة نظرهم.
وبعد سنوات من العمل الدؤوب لم تنجح نفوسة في جمع الا ٣٥ الف جنيه فقط في حين أن الشقق في محافظة الغربية يصل سعرها ل ٢٠٠ الف جنيه واكثر لتقرر بعد ذلك ترك محافظة الغربية كلها في سبيل حلمها بامتلاك بيت.
ولما سألت أصدقائها نصحوها بمحافظة مطروح حيث أن أسعار الأراضي فيها رخيصة ومن الممكن أن تشتري أرضا بالمبلغ الذي جمعته فسافرت عام ٢٠١٤ إلى هناك بالفعل واشترت ارضا في الكيلو ٢ بمرسى مطروح وأجرت شقة بسعر رخيص لتعيش فيها حتى تستكمل تحقيق حلمها بامتلاك بيت، وواصلت بعد ذلك استكمال قصة كفاحها بالسفر أسبوعيا لمحافظة الغربية التي تبعد ما يقرب من ٧ ساعات عن مطروح لتشتري الملابس منها بالتحديد من مدينة المحلة الكبرى ثم تعود لمطروح لبيعها في الشارع و في البيوت وفي المحلات وظلت على هذا الحال لمدة ٤ اعوام حتى جمعت مبلغ ٦٠ الف وهو ما يكفي لوضع اساس بيتها وبالفعل بدأت تبني فيه حجرا حجرا.
أنهت السباكة والكهرباء وجلست في البيت دون سقف كي ترحم من ايجار الشقة وكي توفي طلبات أبناءها في التعليم وفي الزواج وخاصة أن ابنتها منى جاء لها عريسا وتريد أن تتزوج لتتراكم الهموم عليها ولكنها تثبت كالعادة أنهم أقوى من الجبال وأشد من الجمال وتواصل عملها وكفاحها لتكمل بناء بيتها وتزوج ابنتها منى وابنها محمد وتكمل تعليم ابنتها منار في كلية السياحة والفنادق وابنها مصطفى في مدرسة الصناعة، وكل هذا فقط من تجارة الملابس ثم بعدما اشتد تعبها فتحت محلا صغيرا في بيتها لتبيع فيه بعض المواد الغذائية لتستكمل مشوارها مع أبناءها مصطفى ومنار لتساعدهم في استكمال تعليمهم ثم زواجهم وهو نهاية المشوار بالنسبة لها معهم لتقرر أن تعيش ما تبقى من حياتها في حب احفادها الصغار.
نفوسة المعطر أكدت في تصريحاتها أنها لا تريد اي شيء من الدولة سوى أن تحظى بشرف مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تراه افضل رئيس في تاريخ مصر تعاملا وتقديرا للمرأة حيث كان سببا في تشجيعها على الاستمرار في كفاحها بتكريمه للنساء المكافحات مثلها رغم الصعاب الكثيرة التي مرت بها.
وتتمنى المعطر أن يأتي يوما وتقابل فيه الرئيس وتحصل على تكريمه الذي تراه أغلى من أي أموال معتبرة هذا التكريم هو التتويج الحقيقي لقصة كفاحها وشهادة ووسام على صدرها ستظل فخورة بها إلى الأبد.
نفوسة المعطر امرأة مصرية أثبتت أنها ب ١٠٠٠ رجل وليس ب ١٠٠ فقط كونها جعلت من الصعب سهلا ومن المستحيل ممكنا بتعبها وعرقها وحبها لأبنائها.