متى نستطيع أن نطلق على ما بين أيدينا فرصة

متى نستطيع أن نطلق على ما بين أيدينا فرصة

كثير منا قد طوق نفسه بثقلٍ قد زعزعه مرارًا وتكرارًا لضياع ما يسميه الفرصة في حياته.. وحينًا قد نطلق المسميات على غير ما تعنيه حقًا.. إذن متى نستطيع أن نسمي شيئًا في حياتنا فرصة؟!

المشروع الذي كنت تتمنى يومًا أن تنفذه.. وجدت أحد أصدقائك يداهمك يومًا أن هناك مكانًا رائعًا لإقامة ذلك المشروع عليه وبه كل الشروط التي تتمناها من حيث الموقع وستعود عليك بأرباح طائلة.. أحاطتك زغاريدًا رنانة.. وبعد المعاينة وجدت أن ثمن المكان فوق طاقتك بخمسة أضعاف ما تملك..

سرعان ما ذهبت طارقًا كل بابٍ تقترض ما يقارب ثمن حلمك.. ولكن وبعد كل شئ لم تحصل نصف ثمن المكان.. فجلست نادمًا متحسرًا.. وكلما تذكرت الماضي.. مررت على ذاك الحدث تحكي لمن حولك بلا حدود عن ضياع تلك الفرصة من يديك..

أين الفرصة هنا؟!

وتلك صديقتنا كلما تراءت أمامنا إحدى زميلات الماضي وهي ممسكة بيد زوجها.. نجدها تردد : آهٍ.. لقد ضاعت مني الفرصة.. هذا الرجل كان يومًا سيصبح زوجًا لي أنا.. فجارتنا قد أتت به خاطًبا لي فرفضته..

فقلنا لها : هل ألقت رؤيته محبةً في قلبك في أول مرةٍ رأيتينه؟!

قالت : لا..

هل كنتِ تلمسين بسيرته أي شئ يلمس أوتار قلبك.. حنينًا؟!.. شوقًا؟!

قالت : لا..

هل اتفق أهلكما على شئ؟!

قالت : لا..

إن ذلك يا صديقتي ما هو إلا حدثٌ عالقٌ في مهب الريح..

أين الفرصة هنا؟!

إن الفرصة حقًا إذا كان يحبك أو تحبينه وكل الأهل على وفاق.. ثم تركتيه وضيعتي الحب الصادق من بين يديكِ

إن النفس البشرية تطوق دائمًا إلى كل ما يزعجها وكأنها عاشقة له..

لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية حتى نرتقي ونترفق بحالنا..

لقد تداخلت المعاني بعفوية داخل كل منا.. إن الفرصة الحقيقية هي أن يأتي الحدث وأنت مهيأ له.. ولو بعض الظروف سانحة.. ثم تجتهد أنت وتتمسك بكل شئ من أجلها..

من الآن.. مرر على عقلك كل ما كان محفورًا داخلك على أنه فرصة.. وتعمق بتفكيرك.. ثم سطر صفحة من مذكراتك قاسمًا إياها نصفين.. واكتب معنونًا الصفحة : هل تلك كانت فرصة أم لا؟

اكتب من جهة اليمين الأشياء التي كانت متيسرة لتحقيق ذلك الحدث.. واكتب جهة اليسار الأشياء التي كانت معرقلة لتحقيق ذلك الحدث..

أقسم لك أنك ستتطرح كثيرًا من تلك الأحداث جانبًا.. وستعلم أنها كانت أشياء هزلية بالنسبة لك.. فأكثرها لم يتيسر له سبل النجاح.. ليس لكونك ضعيفًا.. ولكن لأن كل شئ له أوان..

ستجد في حياتك فرصة حقيقية أو اثنتين.. وهي تلك التي باستطاعتك أن تمنحها اللقب..

من الآن.. اخلع كل العباءات التي لطالما عبأت بها جفنيك.. فما زلت مثرثرًا كلما جلست بمجلس عن كل فرصك الضائعة بالحياة..

فرصة.. فرصة... فرصة.. وأنت لا تعلم ما تحمل من معانٍ..

من الآن.. اصنع أنت الفرصة الحقيقية بيديك.. على قدر إمكاناتك..

وحينها..اطلق عليها ما تشاء من الأسماء.

الكلمات المفتاحية متى نستطيع تطلق فرصة

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;