لم تكن تلك النظرات التي ترمقني ليل نهار بالنسبة لي سهلة بل كانت تأتي كوقع السهام التي تنهال علي حتى من أقرب الناس، منهم من ينتقد ملابسى ومنهم من ينتقد قصة شعري وحتي طريقة كلامي لم تعجبهم أيضاً في كثير من الأحيان.
الكل يوجه لي اللوم حتي أهلي يعيبون على تربيتي وكأنهم نسوا أني نتاج تربيتهم تلك!
يقيمون لي محاكمات في كل مناسبة وينصبوا أنفسهم قضاة أحكامهم لا ترد ولا تستأنف.
والحق أني ضحية أسرة مفككة وبيئة ملوثة ومجتمع يموج في الرزيلة ويدعي الفضيلة.
كثيرا ما نسمع خطباء المساجد يحدثونا عن عقوق الأبناء لابائهم ونسوا أن يحدثونا عن عقوق الأباء لأبنائهم أيضا .
نعم فأبى الآن يلوم علي أني لا أصلي أين كنت وأنا بن سبع سنين يوم أن كنت ورقة بيضاء تخط عليها ماتشاء بل أين أنت ياأبي من الصلاة يا قدوتي .
مجتمعي يصفني بالبلطجي انا حقا كذلك ولما لا وشاشات التلفاز لا تعرض إلا البلطجة وأعمال العنف والتخريب ومشاهد العري والخلاعة!
حتى رأينا باعيننا من يقومون بتلك الأعمال ينادونهم بنجوم المجتمع ويتصدرون المشهد في كل المحافل.
لما تركتم هذا الخبث يخيم على معدن الشباب فلا تلموا علي الشباب فهم فقط مقلدون غابت لديهم القدوة وأنعدمت أمامهم الرؤية .
لسان حالهم يقول أنا هذا البرئ الذى غذيتموه بالتفاهة حتى صار فارغا أنا ذاك الوديع الذي رعى وسط الذئاب حتى نمت مخالبه وبدت أنيابه.
لا تعيبوا علي الشباب أن ضيع هيبة الكبار فبعض الكبار أفعالهم يترفع عن فعلها الصغار.
قبل أن تسألوا عن حالهم وعن ماذا حصل أنظروا اولا إلى حالكم إلى أين وصل؟
قبل أن تسلطوا عليهم نيران النقد إسقوهم اولا بماء النصح .
شبابكم كنزكم وعدوكم قد وجهه سهامه نحوهم فكونوا عونا لأبنائكم والزموا خندقهم فلا نجاة إلا بهم..