في قانون الأم فقط تعلم كل ما يخطر ببالك عن طفلها تعلم كم يجب أن يأكل ليقوي؛ تعلم كم وقت يستغرق ليشبع جسده من النوم؛ تعلم كم من الوقت كافي لإنهاء مذاكرته؛ وتفهمه لقانونها شئ متبادل بينهم.
وحين يكبر تعلم متى يمكن أن تتكلم ومتى يجب عليها التحلي بالصمت؛ تعرف متى تتلفظ بأي من الكلمات والعبارات في الوقت المناسب حين يكون أحد أبنائها في موقف معين دون الأتفاق المسبق بينهم فهي فطره الأم؛
تعلم ما لا يعلمه هو عن نفسه فهي تعرفه قبل أن يعرف نفسه؛ يحدد هو شخصيه له في سن المراهقة ويسير عليه لكي يبني شخصية مستقلة له وينسي انه شب على يديها ونقشت فيه مبادئها وخلال ١٢ عام يسير عليه فبالتالي يسير على نهج ماتعلم وماحصد منها قبل أن يفكر في بناء شخصيته، تحملت الكثير من الضغوط النفسية السيئة والغير مناسبة لكي تبني له شخصية سويه دون كلاكيع وعقد من مَن حوله في حياته منذ صغره.
يجب على كل إبن أو أبنة أن تقف للحظه تفكر في
كيف عرفت أمي إني مريض دون أن أخبرها؟
كيف عرفت أمي أن قلبي يشعر بنبض الحب؟
كيف عرفت إني تركت سريري وذهبت أتحدث ليلاً بعيد عن مسامع أحد؟
كيف لها أن تعرف أن أحد من إخوتي قد رما غطائه عنه وأنه يشعر بالبرد الأن هي في عز نومها؟
كيف لها أن تشعر بهزلي وتعبي وإجهادي قبل أن أشعر أنا به؟
هل هذا قانون يشبه قانون نيوتن للجاذبية؟
أحياناً أرى أُم تتحرك لتنقذ طفلها في نفس اللحظه التي يحدث فيها مكروه له؛ فما هذا الشعور والإحساس العجيب به.
أقف منتبه إلى أُم يقع طفلها في الشارع وهي في نفس الثانية تمد يدها لتنقذه من اصطدامه بالأرض كيف لها أن تستشعر الخطر؟
ومن ثم إجعل من ذالك مقياس للكثير من المواقف المتشابه منها والغير متشابه.
الأم قانونها يكمن في قلبها الذي هو مصدر إلهامها بكل شيء في حياتها والذي لا يخطئ البتا؛ تقلق في منتصف الليل وسط البرد القارص تتفقد أطفالها فتجد من وقع على سريره فتعيده له؛ وتجد من أبعد عنه غطائه فتغطيه خوفاً من أن يشعر بالبرد؛ وتجد من يحتاج للماء فتسقي؛ وتجد من بلل فِراشه فتغير له فِراشه وملابسه في عز نومها وهي تحتاج لكل وقت تنام فيه لكي تستعيد طاقتها المهدره طيله اليوم.
ولكن قانونها يحتم عليها أن تشعر بكل هذا وأكثر لأنه نابع من قلبها النابض بحب أطفالها.
قانون الأم عنده قرون إستشعار يعلم أن من أبنائها قد فعل شئ يستحق عليه العقاب ولكن لا تحاسبه أمام أحد لكي لا يشمت فيه أحد؛ ولكي لا تكسره أمام الآخرين؛ ولكي تجعله يتعلم من أخطائه فالدنيا ليست لها قلب مثلها وحين يخلو الجو بينهم تتحول الأم الحنون ذات الإحساس المرهف إلى جلاد بسياق يجلد جسده من شدة حديثها القاسي لكي توقفه عند حده إذا خذلها والقي جهدها وتعبها في أقرب سله وجدها وعند إعترافه بخطئه يتحول لسر بينهم لا أحد يعلمه لكي لا تضيع هيبته التي ظلت تبني فيها طيلة سنين عمرها.
إنه قانون الأم يا ساده؛ قانون يعرف كل شيء عنهم قبل أن يعرفه هم عن أنفسهم؛ قانون يملي قلبها وعقلها بحب أبنائها فهو شئ فطري بُنيي حين تحولوا بداخلها من نطفة إلى جنين يسري ثم طفل يكبر أمامها.